الجيش الأوكراني يعزز صفوفه بالسجناء لمواجهة نقص الجنود
الخميس 19 يونيو 2025 - 10:37 م

يشهد السجناء في أوكرانيا تحولًا كبيرًا في وضعهم بعد إتاحة فرصة لهم لتبديل فترات سجنهم بالمشاركة في القوات المسلحة، من خلال قانون أقر العام الماضي. بموجب هذا القانون، تم إطلاق سراح ما يقرب من 8600 سجين للانضمام إلى الجيش ضد روسيا.
منذ تطبيق القانون، انضم حوالي 3500 سجين إلى القوات المسلحة في غضون خمسة أشهر، مما يشكل 21% من نزلاء السجون الأوكرانية. ويعتبر المجندون الجدد من بين المحكومين بجرائم خطيرة، ويخضعون لاختبارات صارمة قبل السماح لهم بالانضمام إلى الجبهة.
أوضح نائب وزير العدل الأوكراني، يفين بيكالوف، أن الوحدات العسكرية تسعى لاستقطاب هؤلاء المدانين لما لهم من قدرة على التأقلم مع ظروف الحرب، وقلة حساسيتهم تجاه العنف. ويزداد الطلب على المدانين بجرائم القتل تحديدًا بسبب هذه الميزات.
يشهد السجون زيارات متكررة من ضباط التجنيد لاستقطاب مدانين، حيث تركز معظم التجنيدات على أصحاب جرائم السرقة والاحتيال والمخدرات والاعتداءات الجسيمة. يأتي هذا في ظل نقص حاد في عدد الجنود الأوكرانيين نتيجة المعارك الدامية.
ولا تنطبق التشريعات الجديدة على المدانين بجرائم قتل متسلسلة أو جرائم جنسية أو قضايا فساد كبرى، في محاولة للحفاظ على معايير معينة للتجنيد.
أظهر السجناء المتطوعون فاعلية في الخدمة العسكرية، حيث إن التحول في مسار حياتهم يمنحهم نوعًا من الحرية والهدف، بينما يراهم المجتمع بطريقة إيجابية نظراً لخدمتهم البلاد. ومن ذلك الجندي الذي فقد إحدى قدميه لكنه رفض التخلّي عن الخدمة العسكرية.
تتم إجراءات الانضمام للجيش عبر مراحل عديدة، بدءًا من الرغبة في التجنيد، وصولًا إلى فحوصات طبية ونفسية صارمة، ومراجعة قانونية من النيابة العامة، وأخيرًا الحصول على موافقة قضائية لإرسالهم إلى منشأة تدريب قبل الجبهة.
تتطلب تدريبات الانضمام عادة شهرين، إلا أنها قد تكون أسبوعًا فقط إذا رغبت وحدات معينة في استخدام مجند بعينه على الفور، مع التركيز على شخصيات معينة من الطبقات المتوسطة في السجون لسهولة تأقلمهم.
رغم النجاح، يواجه البرنامج تحديات كثيرة، مثل رفض طلبات لبعض السجناء بسبب مشكلات صحية، أو رفض المحاكم، أو حتى تراجع السجناء أنفسهم. بجانب قضايا مثيرة للجدل حول سوء معاملة السجناء الجنود.
تشير الأمثلة إلى حالات عودة السجناء للجريمة بعد خدمتهم، مثل قتل بعضهم لأشخاص بعد انتهاء خدمتهم، إلا أن السلطات ترى البرنامج ناجحًا؛ إذ إنه يرفع عدد الجنود ويحسن من صورة السجناء في المجتمع.
الألوية العسكرية بحاجة إلى المزيد من المدانين للمشاركة في الحرب ضد روسيا، حيث يعتبر قادة الجيش أن المتطوعين يتمتعون بقدرة أكبر على التقيد بالأوامر مقارنة بالمجندين المدنيين.
مواد متعلقة
المضافة حديثا