صمت الأبناء في المناسبات: دلالة قوية على تجارب مؤلمة
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 11:35 م

حذر أطباء ومختصون من ظاهرة "صمت الأبناء" في المناسبات، مشيرين إلى أن هناك مخاطر خفية قد تكمن وراء هذا الصمت. وأوضحوا لـ"الإمارات اليوم" أن هذا الصمت قد يكون مؤشر خطر قد يُخفي أبعاداً نفسية واجتماعية معقدة.
ويعود السبب في هذا الصمت إلى ثلاثة محاور رئيسية، تتضمن العوامل النفسية والنمائية، والمشكلات الأسرية، والتأثيرات المجتمعية. يشمل المحور النفسي والنمائي القلق، والخجل الشديد، والرهاب الاجتماعي، إضافة إلى الصمت الانتقائي وطيف التوحد، وكذلك تأثيرات صدمات نفسية مثل التنمر أو التحرش.
أما المشكلات الأسرية، فتشمل النزاعات بين الوالدين وغياب الحوار والدعم العاطفي، أو خوف الأبناء من نقل مشكلات المنزل إلى المجالس العامة. هذا إلى جانب إحساس الطفل بالارتباك نتيجة التنافس أو الانقسام العاطفي بين الأبوين.
وتتضمن الأسباب المجتمعية والثقافية الفجوة اللغوية الناتجة عن التعليم الأجنبي واعتماد الأسر على مربيات لسن ناطقات بالعربية، بالإضافة إلى الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية وغياب التفاعل الطبيعي مع الأقران والأسرة.
وأوضحت الدكتورة ريهام عمار، أخصائية علم النفس، أن تفسير صمت الأطفال في التجمعات الأسرية قد تغير بمرور الزمن نتيجة التغيرات الثقافية والانفتاح المجتمعي. في الماضي، كان يُنظر إلى الصمت كدليل على الخجل والحياء، أما اليوم، يعتبر الصمت مؤشراً يستدعي الانتباه خاصة مع وجود القلق أو ضعف المهارات الاجتماعية.
أضافت أن التفاعل في البيئة الحالية أصبح غنياً، مما يعطي الأطفال مهارات التعبير والتواصل منذ سن صغيرة، وصمت الطفل في بعض السياقات قد يكون دليلاً على ضرورة إجراء تقييم نفسي للحالة.
الخجل الطبيعي يظهر في المواقف الجديدة ويقل تدريجياً، بينما الرهاب الاجتماعي يظهر في جميع المواقف، إذ يرى الطفل يصمت في وجود الأقارب والاصدقاء وفي المدرسة، حتى في البيئات المألوفة.
أكدت ضرورة تحديد ما إذا كان الصمت سلوكاً عادياً أم يستدعي التدخل، بمعايير واضحة تشمل تعطيل الأداء الدراسي أو الحد من الاندماج الأسري والاجتماعي، أو ظهور أعراض مثل القلق والحزن والتعرق.
وصلت أيضاً إلى أن الصمت في بعض الأحيان يكون رداً على تجربة مؤذية مثل التنمر، وقد يكون وسيلة للتعبير عن مشاعر غير معلنة مثل الحزن أو الغضب.
دعت إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال توفير بيئة آمنة يشعر فيها بالحب والقبول بعيداً عن النقد، والتهيئة المستمرة لمهارات التواصل والاندماج.
وأكدت الدكتورة أمينة الماجد، خبيرة تربوية ومستشارة أسرية، أن صمت الأبناء في المناسبات قد يشير إلى مشكلات عائلية تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وانعكاساتها السلبية على تفاعلهم الاجتماعي.
أوضحت أن الخوف من ردود فعل الوالدين، أو بيئة أسرية متوترة، يفقد الطفل الأمان ويجعله يخشى التحدث أمام الآخرين. أيضاً، الفجوة الثقافية واللغوية تساهم في صمت الأطفال، حيث يعانون في التعبير عن أنفسهم في وسط ثقافي مختلف.
وعن تأثير التكنولوجيا، ذكرت الدكتورة أمل الجابري، استشارية طب الأطفال، أن الإفراط في استخدام الأجهزة التكنولوجية يؤثر على المهارات الاجتماعية للأطفال ويجعلهم فاقدين للتفاعل الطبيعي في التجمعات العائلية.
حدّدت الجمعية الأميركية لطب الأطفال أن الوقت الذي يقضيه الطفل مع الشاشات يؤثر سلبياً على تطور اللغة والتفاعل اللفظي والاجتماعي.
وحذرت من أن صمت الطفل قد يكون ناتجاً عن عوامل نفسية أو عضوية تستدعي التدخل العلاجي.
من جانب قانوني، أشار المحامي عيسى بن حيدر إلى أن قانون حقوق الطفل يلزم المعنيين بالإبلاغ عن أي خطر يصيب الطفل، ومعالجة الأمر بصورة فورية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا