باحثون: اجتماع الناتو يكشف مستقبل التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا

الإثنين 23 يونيو 2025 - 06:06 ص

باحثون: اجتماع الناتو يكشف مستقبل التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا

منى شاهين

مع اقتراب انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تم دعوة مجموعة من المفكرين والباحثين للتحدث عن مستقبل الحلف. يرأس هذه الدعوة مجلة "فورين بوليسي". أعلن كوري شاك، مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد "أميركان إنتربرايز"، أنه كان يخشى أن تؤدي القمة إلى نتائج كارثية نتيجة سياسة الرئيس ترامب وتجاهله لأقرب حلفاء الولايات المتحدة.

وأشار شاك إلى قائمة شكاوى من أعمال ترامب الغير ودية تجاه حلفاء الناتو، مثل تهديده بالتخلي عن الحلفاء الذين لا يحققون أهداف الإنفاق الدفاعي وإهاناته الموجهة للرئيس الأوكراني. أيضا، أبدى قلقا من انسحاب محتمل للقوات الأمريكية من أوروبا، مما قد يسمح لروسيا بزيادة نفوذها.

رغم هذه المخاوف، أكد شاك على قدرة الناتو على التغلب على الخلافات العميقة بين أعضائه كما كان الحال دائما. من المهم أن نعتبر التحالفات الإستراتيجية التي مر بها الناتو في الماضي، مثل تقرير هارميل الذي دعا لتهديد الكتلة السوفييتية، وتطوير أسلحة نووية جديدة في السبعينات.

من الممكن أن يعلن ترامب عن تخفيضات في القوات الأمريكية خلال القمة، لكن الخبر الكبير سيكون موافقة الحلفاء على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا يتطلب إضافة 380 مليار دولار لميزانية الدفاع الأمريكية السنوية في سبيل تحقيق هذه الزيادات.

من جهة أخرى، أكدت أنجيلا ستينت من مؤسسة "بروكينجز" أن روسيا تمثل التهديد الأهم لأمن الحلفاء، وأنه ينبغي على الناتو تطوير إستراتيجية جديدة للتعامل مع روسيا في المستقبل. ومع ذلك، يجب أن نقر بالصعوبات في التوصل إلى توافق بين واشنطن وأوروبا حول استراتيجيات التعامل مع روسيا.

وأضافت أن هدف قمة الناتو الحالية هو تجنب التوترات الكبيرة بين الأطلسي. ولن يكون هناك سوى اجتماع واحد للقادة في هذه القمة، ولن يكون التركيز على روسيا وأوكرانيا كبيرًا كما كان متوقعًا.

قال سترينت إنه لو نجح ترامب في إعادة ضبط العلاقات مع بوتين واستمر العدوان الروسي، واجه الناتو تحديات كبيرة. يظل أعضاء الناتو الأوروبيون متحدون في إدانة حرب روسيا ودعم أوكرانيا، لكنهم قلقون من توقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل إدارة ترامب.

يبرز فرانز ستيفان جادي، من معهد الدراسات الاستراتيجية، واقع أن أوروبا لا تزال تعتمد بشكل كبير على القدرات العسكرية الأمريكية. أشار جادي إلى أن الجهود الأوروبية لتطوير دفاعاتها تكون محدودة في ظل الاعتماد الكبير على الدعم الأمريكي.

لفت جادي الانتباه إلى أهمية الإمكانيات الاستراتيجية التي توفرها الولايات المتحدة لأوروبا، مثل الاستخبارات والمراقبة والاتصالات والضربات السريعة. وأكد أنه دون هذه الإمكانات الرئيسية، سيكون من الصعب على أوروبا الدفاع عن نفسها بشكل مستقل.

في الختام، حذر جادي أنه إذا لم تستطع أوروبا نشر قواتها والدفاع عنها بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، فإن قدرة الحلف على الردع ستكون مهددة. يجب على الحلفاء الأوروبيين تسريع استثماراتهم في القدرات الأساسية التي تحتاجها أوروبا لضمان أمنها في المستقبل.


مواد متعلقة