لماذا يحدث التثاؤب بشكل طبيعي لدى البشر في كل مكان؟
الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 11:31 م
اكتشف علماء من جامعة بيرم بوليتكنيك الروسية أن التثاؤب ليس مجرد استجابة للملل أو لنقص الأكسجين، بل هو آلية عصبية معقدة تسهم في انتقال الدماغ بين حالات اليقظة والاسترخاء. وفقًا للعلماء، يتثاءب الإنسان بمعدل 7 إلى 23 مرة يومياً.
عندما يشعر الدماغ بالإرهاق، تنشط خلايا الدوبامين وترسل إشارة إلى مركز التنفس، مما يؤدي إلى شهيق عميق وتوتر في عضلات الوجه والرقبة، يعقبه زفير قوي. هذه العملية تزيد من كمية الهواء الداخل إلى الرئتين بأربعة أضعاف.
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن التثاؤب ناتج عن نقص الأكسجين، يوضح العلماء أن التثاؤب يرتبط بانخفاض مستوى اليقظة وليس بنقص الهواء. إذ مع استئناف النشاط تختفي الحاجة للتثاؤب، مما يشير إلى أن الغرض الأساسي هو تنشيط الدماغ.
التثاؤب أيضاً معدٍ بين الأشخاص المقربين مثل العائلة والأصدقاء؛ وذلك بفضل الخلايا العصبية المرآتية المسؤولة عن التعاطف. بينما الأفراد المصابون بالتوحّد، لا يتفاعلون عادةً مع تثاؤب الآخرين بسبب الحساسية المنخفضة تجاه تعابير الوجه.
يؤكد العلماء أن التثاؤب قبل الامتحانات أو المناسبات العامة له وظيفة في تخفيف التوتر بفضل إفراز السيروتونين، الذي يهدئ الجسم ويمهّد للانتقال من النشاط إلى النوم.
الدموع التي ترافق التثاؤب تعتبر ظاهرة فسيولوجية طبيعية بسبب تنشيط العصب الوجهي للغدة الدمعية، ما يؤدي إلى تدفق الدموع على الخدين. كذلك، يمكن للتثاؤب أن يخفف من الصداع عبر تقليل تشنجات الأوعية الدموية.
يختتم الباحثون بالقول إن قمع التثاؤب شبه مستحيل، لأن هذه العملية تتحكم فيها هياكل دماغية قديمة مرتبطة بالتنفس وضربات القلب ودورات النوم.
مواد متعلقة
المضافة حديثا