دعوة لتعزيز الحوار بين الأديان لزيادة التفاهم والتعايش الإنساني
الأربعاء 30 يوليو 2025 - 08:04 ص

أُقيم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أمس، المؤتمر الدولي للأخوة الإنسانيّة بتنظيم من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وبالتعاون مع جامعة الإسلام الدولية الإندونيسية، لمدة يومين، تحت شعار "تعزيز الأخوة الإنسانية في سياق الاضطرابات العالمية: نحو حضارة أكثر سلاماً وازدهاراً".
ناقش المؤتمر في يومه الأول التحديات العالمية الرئيسية الحالية، حيث دعا المتحدثون لوضع استراتيجيات عملية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وتعزيز ثقافة الحوار وبناء جسور في عالم يشهد انقساماً متزايداً. تضمنت الجلسات محاور ركزت على بناء الأخوة عبر الحدود والحقوق والعدالة الاجتماعية، ودور الإعلام في ردم الاختلافات.
كما تناولت الجلسات التغير المناخي وتأثيراته الكبيرة على البشرية والأزمات العالمية والعدالة البيئية، إضافة إلى قضايا مثل الرحمة والتسامح والاحترام وتطوير الحوار بين الأديان، بهدف مكافحة التطرف والتمييز الديني.
شهد الافتتاح حضور الأمين العام للجنة الدولية للأخوة الإنسانية، السفير الدكتور خالد الغيث، والدكتور براتيكنو الوزير المنسق للتنمية البشرية والشؤون الثقافية في إندونيسيا، وسفير الدولة لدى إندونيسيا السفير غير المقيم لدى تيمور الشرقية، عبدالله سالم الظاهري، ومدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور سلطان محمد النعيمي، ورئيس جامعة الإسلام الدولية الإندونيسية، البروفيسور جمهري معروف، وعدد من السفراء والمسؤولين.
يشارك في جلسات المؤتمر عدد من المسؤولين الحكوميين والقادة الدينيين وأكاديميون ونشطاء وممثلون عن المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.
أعرب الدكتور خالد الغيث في كلمته عن امتنانه لجمهورية إندونيسيا لدعمها القوي لقيم التعايش والسلام والأخوة الإنسانية، مشيراً إلى التزامها بنشر ثقافة الحوار والوحدة والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات كمصدر إلهام للبشرية جميعاً.
وأضاف الغيث أن نتائج مؤشر السلام العالمي لعام 2023 تشير إلى تراجع في مستوى السلم في أكثر من خمسين دولة، مما يدعو اللجنة العليا لمضاعفة جهودها لبناء الثقة وتعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات في كل أنحاء العالم.
وأشار الغيث إلى أن جهود اللجنة العليا ترتكز على وثيقة الأخوة الإنسانية، الموقّعة في أبوظبي عام 2019، من قِبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا الراحل فرنسيس، والتي تدعو لتغليب صوت السلام على الانقسام والكراهية، موضحاً أن المؤتمر ينعقد ليجسد تلك الرسالة النبيلة.
وأكد الغيث أن التعليم يعد من أولويات عمل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إذ تؤمن بضرورة غرس قيم الأخوة والاحترام في عقول الأطفال منذ مراحل التعليم الأولى.
وأعلن الغيث عن إطلاق شراكة استراتيجية مع الجامعة الإسلامية الدولية الإندونيسية لتأسيس "معهد الأخوة الإنسانية"، وهو معهد افتراضي يُعنى بالبحث والدراسة لنشر قيم الأخوة الإنسانية على المستوى العالمي.
من جانبه، شكر الدكتور براتيكنو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية على رؤيتها، مشيراً إلى التجربة الإندونيسية في تحقيق التعايش والأخوة اليومية التي يجسدها أكثر من 280 مليون إندونيسي.
أوضح براتيكنو أن التجربة الإندونيسية أثبتت أن الأخوة لا تفرض من الأعلى بل تنمو من الجذور، ولا تتحقق بالقوانين فقط بل تحتاج لتغيير القلوب والعقول، ولا تعيش على النوايا الحسنة فقط بل تحتاج لأفعال ملموسة.
قال رئيس جامعة الإسلام الدولية الإندونيسية، البروفيسور جمهري معروف، إن دعوة الأخوة الإنسانية أصبحت ملحة في زماننا هذا مع مواجهتنا لتحديات عالمية كأزمات المناخ والنزاعات، مؤكداً أن أي حل لن يكون مستداماً ما لم يُبنَ على الاحترام المتبادل والتضامن بين جميع أفراد الأسرة البشرية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا