الإمارات وكوريا الجنوبية.. تعاون استراتيجي لتحقيق التنمية والازدهار

ترتبط دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية بعلاقة استراتيجية خاصة تكتسب أهمية كبرى نظراً لاستمرارها الدؤوب في النمو والازدهار. تعكس هذه العلاقة رؤية البلدين المشتركة في تعزيز التنمية لشعبيهما.

زيارة الرئيس لي جيه ميونغ المرتقبة للإمارات غداً الاثنين تعد نقطة محورية في تاريخ العلاقات الثنائية التي ابتدأت منذ 45 عاماً. الإمارات كانت من أولى دول الشرق الأوسط التي أسست شراكة استراتيجية مع كوريا الجنوبية.

تشمل الشراكة بين الإمارات وكوريا مجالات متنوعة مثل السياسة والاقتصاد وقطاعات مثل التعاون النووي والطاقة والدفاع والرعاية الصحية والثقافة. ترسخت هذه العلاقة عبر الحوار المستمر والزيارات المتبادلة للمسؤولين.

الجانب الاقتصادي من العلاقات الثنائية شهد نمو ملحوظ حيث بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين 6.6 مليار دولار عام 2024، مما يمثل نموا ملحوظا مقارنة بالسنوات السابقة. ازدادت قيمة التجارة الخارجية بشكل لافت للنظر.

توفر اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين ميزة كبيرة لاقتصادهما، حيث تسهل الاتفاقية التبادل التجاري بإلغاء الرسوم الجمركية وتسهيل حركة التجارة في قطاعات مهمة مثل الطاقة والصحة.

أعلنت الإمارات في عام 2023 عن التزامها باستثمار 30 مليار دولار في قطاعات استراتيجية بكوريا الجنوبية. اتفق البلدان على توسيع التعاون المشترك في 11 قطاعا استراتيجيا وتحفيز الاستثمارات المتبادلة.

يعتبر مشروع براكة للطاقة النووية مثالاً رائداً على التعاون التنموي بين البلدين، حيث يعد أول مشروع نووي خارجي لكوريا الجنوبية ويمثل استثماراً كبيراً في البنية التحتية للطاقة بالإمارات.

تدعم الإمارات وكوريا التعاون السياحي والطيران بزيادة عدد الرحلات وزيادة كبيرة في عدد السياح الزائرين من كوريا للإمارات، حيث يتجاوز عددهم 200 ألف زائر سنوياً. يشجع البلدان المبادرات المشتركة لزيادة الأنشطة السياحية.

تم تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية عبر افتتاح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي وإقامة مهرجان سنوي للثقافة الكورية، بجانب افتتاح فرع معهد الملك سيجونغ في الشارقة وجامعة زايد.

في المجال الطبي، أبرم البلدان اتفاقيات تعاون تشمل التقييم والترخيص وإدارة المستشفيات وتبادل الخبرات. وضع حجر الأساس لمستشفى آاسان–الإمارات لعلاج الأمراض الهضمية بدبي مثال حي على هذا التعاون.

تدير شركات طبية كورية مرموقة مستشفيات في الإمارات، مستفيدة من سمعة كوريا في الرعاية الصحية والتقنيات المتقدمة. تشتهر كوريا بخدمات رعاية المتعاملين عالية الجودة.