وصية مريم بلوحة درامية تُشعل المشاعر في مهرجان الفجيرة

الجمعه 18 أبريل 2025 - 07:49 ص

وصية مريم بلوحة درامية تُشعل المشاعر في مهرجان الفجيرة

احمد الشعالى

تميز النجم محمد حداقي بعرضه في مهرجان الفجيرة للمونودراما، فقد أطرب جمهوره الذي جاء من إمارات الدولة لحضور عرضه المسرحي. كونه فناناً موهوباً يفخر به المسرح، عرض حداقي مسرحية "وصية مريم" بقيادة المخرج الدكتور عجاج سليم. كان العرض مؤثراً، رغم كونه خارج المسابقة. كما شمل اليوم عرضاً جزائرياً بعنوان "اليوم الأخير".

خلال 40 دقيقة من عرض "وصية مريم"، تأثر الحضور برحلة الممثل في سرد حكاية مدرّس تطارده ذكريات مؤلمة عن تلميذته الطفلة التي فقدت حياتها في حادث مؤلم. الحادثة تعكس مأساة وطنية بحجم سوريا وما تمر به من أوجاع وتحولات.

على الخشبة، رُفع حبل عُلقت عليه أحذية أطفال، لتكون رمزاً للعديد من الأطفال الأبرياء الذين وقفوا ضحية للعنف في سوريا. كان المشهد مأسوياً، يعكس فقدان المدرس لمستقبل كان يأمله لتلاميذه.

البساطة في الأدوات المستخدمة على الخشبة أسهمت في إبراز الحزن والخذلان الشخصي والوطني, حيث تجلى في العمل الخوف والضياع والانقطاع الأمل. مشاعر تتجسد في الممثل، الذي يستدعي ذكريات الماضي المعقدة والمؤلمة.

رغم جمال النص وقدرته الإلهامية، إلا أنه قد يعاني من كثرة التفاصيل، حيث حاول سرد كل جرح. في محاولته لتجنب التفاصيل السياسية الثقيلة، ركز العرض على الألم الإنساني، منشئاً مزيجاً من الكوميديا السوداء.

جاء العمل بتجربة مميزة في فن المونودراما، مستنداً إلى حكاية وطنية وتجسيد إحساس ممثل متمكن أبدع في تقديم الأداء المؤثر. النقل بين القصص كان سلساً، ما جعل المشاهد يتحمس للحكاية الدامغة أمامه.

من الجزائر أيضاً جاء عرض "اليوم الأخير"، ليحكي قصة إنسانية تعكس تحديات اجتماعية لشابة رسامة تطمح لتحقيق أحلامها. النص اختار أن يروي قصة هروب هذه الشابة وإحباطاتها، حتى تجد نفسها تعتمد على رجل أعمال ليعيشا سوياً حلمها المفترض.

حاول العرض، رغم تقليديته، أن يتناول موضوعاً إنسانياً بعمق، لكن ظل النص أسير القضايا النسوية التقليدية التي تمت معالجتها مراراً. تمكنت الممثلة من تجسيد آلام هذه الشابة بصدق على الخشبة، إلا أن النهاية كانت متوقعة.

اختبار العرض فنياً ارتكز كثيراً على السينوجرافيا المدروسة، في محاولة لدعم القصة بصرياً. إلا أن النص كان بحاجة إلى صياغة أعمق تبحث في الجوهر الإنساني للقصة، بدلاً من مجرد تتبع الحكاية السردية.

الشكل البصري للمسرحية كان موفقاً، والممثلة قدمت أداءً جيداً. لكن كان النص في حاجة إلى الكشف عن أعماق الشخصية ومعاناتها بشكل أكبر لزيادة التأثير الدرامي في العرض.


مواد متعلقة