الإعلام والخوارزميات: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي مشهد التواصل؟

الأربعاء 02 يوليو 2025 - 05:23 م

الإعلام والخوارزميات: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي مشهد التواصل؟

مريم المرى

نعيش في عالم متجدد، يشهد تسارعاً لم يسبق له مثيل حيث تلاشت الحواجز وأصبح التواصل سهلاً وسريعاً. رسالة واحدة يمكنها عبور القارات خلال ثوانٍ، مقطع مؤثر قد يثير ردود أفعال عالمية بسرعة كبيرة.

في هذه الفترة جلبت التكنولوجيا إعادة تعريف لكل شيء، من الضروري أن نقف للحظة ونسأل من نحن وكيفية تشكيل واقعنا الجديد بوعي وانتباه؟

لم نعد فقط متلقين للمعلومات بل مجتمعات متصلة بأهداف مشتركة. نمتلك القدرة على التغيير وتحقيق تأثير حقيقي بين أكثر من خمسة مليارات مستخدم نشط في وسائل التواصل الاجتماعي.

عدد المستخدمين الاجتماعيين الذين ينضمون للحوار العالمي يزيد كل يوم، في العام الماضي انضم 241 مليون مستخدم جديد، وهو ما يعكس تحولاً كبيراً يعيد تشكيل علاقتنا مع العالم.

أصبحت المجتمعات الرقمية واقعًا موازياً يشكل الهوية، ولم يعد الإعلام التقليدي وحده يملك الصوت الأعلى بل أصبح الفرد مؤثراً بقصصه وأدواته الرقمية.

السرد القصصي لطالما كان وسيلة لتشكيل الهوية، واليوم تتجاوز تأثيراتها الجغرافيا. فتصل تجربة طالب في بريطانيا لمصر وأستراليا، مشجع هولندي يتصل بلاعبه المفضل في البرازيل أكثر من جيرانه.

تحولت المنصات الرقمية لمناطق للانتماء والنقاش والمشاركة. هذه المساحات تفتح آفاقًا للتواصل تتجاوز الماضي وتشجع على الولاء والمعرفة.

كفرد من هذه المجتمعات الرقمية وكعضو فعال في دبي، أرى فرصاً واعدة تحتاج لنهج واعٍ وذكي. نحن بحاجة إلى إعلام يخلق المحتوى بعمق ثقافي وإنساني ليكون وسيلة لحمل الهوية والحقيقة.

يجب أن نستغل وعينا في قيادة هذا التحول، لنبدع ونحدث الأثر الإيجابي. سواء كنت صانع محتوى أو صحافياً، عليك التعريف بثقافتنا وقيمنا للأجيال القادمة.

مسؤولية الإعلام ليست منافسة المؤثرين، بل تفسير الحقائق وتجديد الثقة. دعونا نعمل معاً لتقديم محتوى يواكب ثقافتنا، يعكس طموحات شبابنا.

الخوارزميات والذكاء الاصطناعي أدوات بين أيدينا، نحن من يحدد وجهتها، نتعامل معها بوعي مسؤول لنصنع المستقبل بأنفسنا.

"#محتواك_أثرك" دعوة للتأمل والتفكير وتحمل المسؤولية. كل ما ننشره قد يغير فكراً، أو يلهم شخصاً، ويُسهم نحو مستقبل أفضل.

قوة الكلمة وتأثيرها العميق يدعونا لترك بصمة تعكس هويتنا وقيمنا. لنكون صناع الأمل، وأصوات ملهمة، قادرين على المسؤولية.

فلنبدأ الآن ونكون روادًا للتغيير الإيجابي.


مواد متعلقة