سياسات ترامب تهدد مكانة أمريكا الرائدة في مجالات العلوم والبحوث
الأحد 08 يونيو 2025 - 10:09 م

مع تراجع استقبال الولايات المتحدة للباحثين الدوليين، قد تواجه خطر فقدان هيمنتها العلمية. منذ عقود، كانت بنغالور في الهند مركزاً للمواهب العلمية، وترسل حملة الدكتوراه إلى كافة أنحاء العالم لأبحاث مميزة، وكانت الولايات المتحدة وجهتهم المفضلة.
راج لادر، أستاذ في المركز الوطني للعلوم البيولوجية في بنغالور، يصف هؤلاء الطلاب قائلاً: "هؤلاء طلابنا ونريدهم أن يُبدعوا". تأثير السياسي في واشنطن يجفف فرص العمل هناك، وبدأ البعض بالانتقال إلى دول أخرى مثل النمسا واليابان وأستراليا، بينما فضل آخرون البقاء في الهند.
يجعل رفض إدارة ترامب منح التأشيرات للطلاب الأجانب وخفض النفقات العلمية العلماء الأميركيين في حالة قلق، إذ يُحذر هؤلاء من أن التفوق الأميركي في العلوم قد يزول قريباً. ديفيد دبليو هوغ، أستاذ بجامعة نيويورك، يقول إنه إذا استمرت هذه الإجراءات، فإن العلم الأميركي سينهار.
شهد الإنفاق البحثي انخفاضاً والحد من وجود الطلاب الأجانب ظل بوتيرة مرتفعة، حتى منعت إدارة ترامب التحاق الطلاب الدوليين بجامعة هارفارد، وأُوقفت منح بحثية كبيرة للجامعة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت جامعة جونز هوبكنز عن تسريح كبير بعد خسارة المنح الحكومية.
لم يكن فقدان النفوذ العلمي الأميركي مجرد مسألة فقدان للهيبة، بل يُحذر الخبراء من تأثير عالمي لذلك. ديرك بروكمان من ألمانيا، يقول إن روح المخاطرة والابتكار الأميركي تُسهم في خلق بيئة بحثية مميزة.
منذ زمن طويل، ساهمت المواهب الدولية في تعزيز العلم الأميركي، والآن بدأت دول أخرى بجذب هذه الكفاءات. من فرنسا إلى أستراليا، تحاول هذه الدول جذب العلماء بأذرع مفتوحة.
نظراً لريادة الولايات المتحدة الطويلة في العلم، فإن هناك قلقاً من أن تراجعها سيؤثر على البحث العلمي عالمياً، خاصة في مجالات مثل الطب ومراقبة المناخ، إذ لا يمكن تعويض فقدان الريادة الأميركية ببساطة.
في 1945، وضع المستشار العلمي الرئاسي فانيفار بوش مخططاً لتعزيز العلوم في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكداً على أهمية التعاون الدولي الذي يعزز الابتكار.
كول دونوفان، مستشار التكنولوجيا الدولي، يرى أن جزءاً كبيراً من قوة الولايات المتحدة كان يعتمد على هيمنتها العلمية والتكنولوجية. لكن الآن، ومع القرارات الأخيرة، يمكن أن تؤدي إلى فقدان تلك الهيمنة.
البروفيسور بروكمان من ألمانيا كان يخطط لإلقاء محاضرة في الولايات المتحدة. لكن بعد إصدار وزارة الخارجية تحذيرات جديدة بشأن السفر، ألغى البروفسور زيارة الولايات المتحدة لشعوره بعدم الأمان بعد احتجاز بعض السياح الألمان.
الأستاذ في بنغالور، راج لادر، يرى أن أوروبا تمكنت حتى الآن من سد بعض الثغرات في توظيف الخريجين ويعتبر النمسا وجهة واعدة لعدد من الطلاب.
طالبة دراسات عليا في بنغالور تنتظر مناقشة أطروحتها تتوقع أن المعامل الأميركية لن توظف عدد كبير من الطلاب الدوليين، ما دفع الكثيرين للبحث عن وظائف في دول أخرى.
ذكرت الطالبة أن المجتمع العلمي الأميركي كان دائماً محل احترام وتقدير لجهوده، ويبدو أن هذه الصورة بدأت تتغير للأسف.
مواد متعلقة
المضافة حديثا