الإمارات تحقق إنجازاً تاريخياً بتشغيل أول محرك صاروخي بالوقود السائل

الإثنين 06 أكتوبر 2025 - 04:58 م

الإمارات تحقق إنجازاً تاريخياً بتشغيل أول محرك صاروخي بالوقود السائل

عبد الله الغافرى

أعلن معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي عن إنجاز هام بتصميم وإطلاق أول محرك صاروخي بوقود سائل في الإمارات. هذه الخطوة تعزز مكانة الإمارات بثبات في قطاع الفضاء، مؤكدة على قدرتها المتنامية في تطوير تكنولوجيا الدفع الفضائي.

تُعتبر المحركات الصاروخية بوقود سائل مركزًا للاستكشاف الفضائي الحديث، إذ تُمكّن من تصميم مركبات إطلاق قابلة لإعادة الاستخدام، مما يُتيح وصولاً مستدامًا للفضاء. هذه خطوة هامة نحو تحقيق طموحات الإمارات في الفضاء.

بتقنيات الدفع هذه، تفوقت الإمارات في تصميم أنظمة تُمكّن من المناورات المدارية الدقيقة وحفظ مواقع الأقمار الصناعية. كذلك، تفتح نجاحات هذه التكنولوجيا آفاقًا لمهام مستقبلية نحو القمر والمريخ.

المحرك الجديد بقدرة 250 نيوتن، ما يكافئ رفع 25 كيلوجرام على الأرض، تم تصميمه بالكامل في الإمارات. تُستخدم هذه المحركات في أنظمة دفع للأقمار الصناعية الصغيرة والمناورات المدارية، مما يعزز من قدرات التنقل الفضائي للدولة.

في سلسلة اختبارات صارمة، حقق المحرك كفاءة احتراق تصل إلى 94%، وتم تنفيذ 50 إطلاق ناجح، مما يبرهن على دقة وموثوقية التصميم ويسهم في تطبيقاته الفضائية المستقبلية.

أشادت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، بهذا المحرك كإنجاز تكنولوجي يعزز من قدرات الإمارات في تصميم ونشر أنظمة دفع تخدم مهام المستقبل المتعددة. وأضافت أن بناء هذه الخبرة يعزز من مكانة الإمارات كقوة في مجال التكنولوجيا الفضائية.

تأسس برنامج المحركات الصاروخية لمعهد الابتكار بمشاركة مهندسين إماراتيين وخبراء دوليين ضمن جهود تمهيدية لاكتساب المعرفة وكفاءة التكنولوجيا وإلهام جيل جديد من المبتكرين.

باستمرار هذا البرنامج، يعزز معهد الابتكار التكنولوجي من مهمة بناء قدرات الدفع الفضائي في الإمارات، وتشمل توسيع التصاميم وتطوير المحركات المزوّدة بأنظمة التبريد التجديدي وحتى الوصول المتكرر والمستقل للفضاء لدعم الأهداف العلمية والتجارية.

أكد الدكتور إلياس تسوسانيس، كبير الباحثين في المركز، أن نجاح تشغيل أول محرك سائل في الإمارات يمثل حدثًا تاريخيًا يبرز إنجازات الدولة في الفضاء وقدرتها على امتلاك تقنيات متطورة في هذا المجال، مشيرًا إلى التزام الفريق وجهوده المستمرة كعوامل أساسية لهذا النجاح.

مع إقامة بنية تحتية محلية متخصصة للاختبارات، يسير معهد الابتكار التكنولوجي بثبات نحو توسيع أنظمة الدفع وتطوير تقنيات مبتكرة تدعم المهام المدارية وفضاء الأعماق، مؤكداً على انطلاقة الإمارات نحو مستقبل فضائي طموح.

رغم أن الاختبارات الأولية كانت في المملكة المتحدة، إلا أن خطة بناء بنية تحتية للاختبارات محليًا توضع حالياً، مما سيسهم في استمرار الابتكار ودعم تنفيذ اختبارات محلية للمحركات، ما سيُعزز من النجاح الوطني.

تشمل خطة الامتداد المستقبلية توسيع نطاق أنظمة الدفع لتشمل محركات أكبر واستخدام وقود مبرد، دعمًا للمهمات نحو فضاء الأعماق، مما يُظهر عزم أبوظبي على لعب دور أساسي في الاستكشاف الفضائي العالمي.


مواد متعلقة