سينما 2025: تجديد إنساني جوهري في النصف الأول من العام

الخميس 16 أكتوبر 2025 - 04:18 ص

سينما 2025: تجديد إنساني جوهري في النصف الأول من العام

مريم صوفان

شهد النصف الأول من عام 2025 مرحلة استثنائية في عالم السينما العالمية، يمكن وصفها بأنها موسم النضج الفني والتجريبي بامتياز. فقد أفرزت هذه الفترة مجموعة من الأعمال التي جمعت بين الابتكار البصري والعمق الدرامي.

هذه الأفلام لم تكتفِ بسرد الأحداث فحسب، بل حفرت في أعماق النفس البشرية، وقدمت رؤى اجتماعية معاصرة تعكس اضطرابات الواقع وأسئلته الكبرى. تميزت أفلام هذه المرحلة بقدرتها على المزاوجة بين الترفيه والتأمل.

بين الحكاية والمتعة البصرية من جهة. ولم يكن الأداء التمثيلي أقل شأناً من العناصر التقنية، إذ شكل العمود الفقري لنجاح هذه الأعمال عبر تجسيد دقيق للتحولات النفسية للشخصيات، ما جعلها تنبض بالحياة وتغدو أكثر قرباً من المشاهد.

في هذا السياق، برزت خمسة أفلام فرضت حضورها القوي على الساحة النقدية والجماهيرية خلال النصف الأول من عام 2025، لما حملته من جرأة في الطرح، وعمق في الرؤية، وتنوع في الأساليب الفنية.

فيلم "Sinners" للمخرج رايان كوغلر كان أحد أبرز مفاجآت عام 2025، حيث قدم عملاً يمزج بين الحس البصري العالي والموسيقى التصويرية التي تلامس الوجدان، في تجربة تجمع بين الواقعية النفسية والرمزية الاجتماعية.

كوغلر نجح في نقل الصراع الداخلي للشخصيات إلى الشاشة بلغة سينمائية مشحونة بالعاطفة، مما جعل المشاهد شريكاً في التجربة. حقق الفيلم إشادات نقدية لافتة، بحصوله على 97% على Rotten Tomatoes و84/100 على Metacritic.

فيلم "The Secret Agent" للمخرج البرازيلي كليبر مندونكا فيليو يتميز بلغة بصرية غنية بالرموز، يفتح المجال لتأويلات متعددة حول السلطة، الهوية، والذاكرة الجماعية. الفيلم حصد إعجاب النقاد في مهرجان كان 2025.

نال "The Secret Agent" جائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل، في اعتراف بقدرة فيليو على إعادة تعريف الدراما السياسية من منظور جمالي معاصر. المخرج يوهان تريير من النرويج قدم فيلم "Sentimental Value".

الفيلم النرويجي "Sentimental Value" عمل درامي عائلي يستكشف هشاشة الروابط الإنسانية ويجمع البساطة بالعمق. يمتاز بإيقاعه الهادئ وحواراته المقتضبة المحمّلة بالمعنى. نال الفيلم الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.

تشارلي بولنجر المخرج الأميركي يقدم في فيلمه "The Plague" تجربة فكرية مشحونة بالتوتر، حيث يمزج بين الدراما النفسية والتشويق في معالجة رمزية لموضوع الهوية والصراع الداخلي. يتّسم ببناء بصري قاتم وإضاءة منخفضة.

عرض "The Plague" في قسم Un Certain Regard بمهرجان كان، ولاقى استحساناً كبيراً للجرأة في المعالجة وإبداع في توظيف الصورة. فيلم "Familiar Touch" للمخرجة سارة فريدلاند يتسم ببساطة الشكل وعمق المضمون.

فيلم "Familiar Touch" يركّز على التجربة الإنسانية في لحظاتها الأكثر هشاشة، مستنداً إلى الأداء الصادق بعيداً عن الزخارف السينمائية. نال إشادة نقدية كبيرة على موقعي Metacritic وRotten Tomatoes بتجربته الإنسانية النقية.


مواد متعلقة