اللغة الأم: أساس الهوية وروح الانتماء
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 - 12:59 م

أكد مدير عام مجموعة كلمات، أحمد آل علي، أهمية تحقيق توازن في تعليم اللغة العربية واللغات الأخرى خلال مرحلة الطفولة المبكرة من سنة حتى ثلاث سنوات. وأوضح أن اللغة الأم تشكل الرابط الأساسي بين الطفل وهويته، في حين تُستخدم اللغات الأخرى لفهم العالم واستكشاف الثقافات المتعددة.
وأشار إلى أن اللغات العالمية تُستخدم كأدوات للتواصل والانفتاح، لكنها لا تستطيع أن تحل مكان اللغة الأم التي تمثل جذر الهوية وروح الانتماء والثقافة. أما اللغات الأجنبية، فتظل مجرد وسائل لفهم الثقافات الأخرى، وليس لاكتشاف الذات، وينبغي أن يبدأ تعليم الفصحى من البيت في سن الطفولة المبكرة، وليس بعد دخول المدرسة.
وأكد آل علي أن تقديم الفصحى للطفل بعد سن السادسة أو السابعة يُشكل تحدياً كأن يُعرّف الطفل بلغة ثانية، ولذلك يجب دمج اللغة العربية ضمن مناهج الحضانات التي تناسب الفئة العمرية الصغيرة. ويكون الأطفال في هذه السن أكثر قدرة على امتصاص المعرفة وتثبيتها بفعالية أكبر.
وأشار آل علي خلال مشاركته في مؤتمر القرائية للطفولة المبكرة 2025 إلى اهتمام قيادة دولة الإمارات بتعزيز مكانة اللغة العربية عبر السياسات والبرامج. وشدد على ضرورة تقديم اللغة للأطفال بأسلوب يتماشى مع طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع المحيط من خلال اللعب والتجربة، بدلاً من التلقين.
واستمدت المؤتمر إلهامه من تجربة ريجيو إميليا الإيطالية، وهي فلسفة تعليمية تُعنى بالجوانب الإبداعية للطفل في الطفولة المبكرة. يُعتبر الطفل متعلمًا كفءًا ومبدعًا يمتلك القدرة على بناء معرفته الشخصية. تتضمن هذه الفلسفة مبادئ استكشاف واللعب، وتشجعه على التعبير عن نفسه بوسائل متعددة مثل الرسم والنحت والموسيقى.
على صعيد آخر، أكد مدير الشراكات والاتصال في الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة، عمار آل علي، أن اللغة العربية ركيزة أساسية لتعزيز الهوية الثقافية والوطنية وقيم الانتماء لدى الأجيال الناشئة. خاصة في ظل التطور التكنولوجي وتداخل اللغات.
وأضاف أن مؤتمر القرائية للطفولة المبكرة 2025 يجمع عددًا من الخبراء العالميين والإقليميين لاستعراض أفضل الممارسات والمبادرات في تعليم اللغة العربية، وتعزيز مهارات القراءة والكتابة منذ الطفولة المبكرة، في تماشى مع رؤية دولة الإمارات وجهود هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في تطوير التعليم المبكر.
ووضح أن المؤتمر يقدّم برنامجًا متنوعًا يتضمن جلسات نقاش وورش عمل تفاعلية لتحفيز السعي نحو بيئة تعليمية محفزة وممتعة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا