بدور القاسمي تعلن: حكاياتنا تستحق أن تصل لكل زاوية بالعالم

الأحد 06 أبريل 2025 - 11:03 م

بدور القاسمي تعلن: حكاياتنا تستحق أن تصل لكل زاوية بالعالم

احمد الشعالى

في رحاب الأحلام، تتسع المساحات أمام محاورة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ابنة الإمارات التي نمت في ظلال الكتب وتورثت حب الحروف والانجازات من حاكم يعشق العلم والنور. أسست مجموعة كلمات لتزيل حاجز الوصول للكتب أمام الأطفال في مختلف الأصقاع.

سعت "كلمات" لتحطيم حواجز الجغرافيا والتطور التكنولوجي، بدايةً من الأطفال اللاجئين حتى العاملين في أماكن نائية، لتحقيق حلمها لكافة القراء، بمشاركة القصص بصيغة مبسطة لأصحاب البصيرة.

اسم الشيخة بدور يرتبط بالبصمة الثقافية الخالدة للكتاب، وهي الآن تتولى تسجيل "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" ضمن قوائم اليونسكو، جاعلة من التاريخ جسراً إلى المستقبل.

حققت بدور القاسمي نجاحات وألقاب مضيئة، كرئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومن العاصمة العالمية للكتاب مُحققة لأكبر المعارض العالمية، وصولاً إلى أول عربية تترأس اتحاد الناشرين الدولي.

فاز مكتبة الشارقة بجوائز عالمية مثل "بولونيا راجازي" 2025 عن فئة الأدب الخيالي، مجسدةً بفوزها جسر الحضارة بين الشرق والغرب، مستعرضة تاريخ الثقافة العريق في نهضة الإمارات.

في حديثها مع "الإمارات اليوم"، أعربت بدور القاسمي عن طموحاتها اللامتناهية، مستدركةً أن الإنجازات المتحققة نتاج بيئة داعمة من الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

أشارت إلى أن الشارقة اليوم لها مكانة مرموقة في الساحة الثقافية العالمية، من قيادة اتحاد الناشرين الدوليين حتى تأسيس معهد ثقافي عربي في ميلانو، مساهمةً قوية في تشكيل المشهد الثقافي العالمي.

ركزت على أن النجاح الثقافي للشارقة لا يمثل نهاية للمسار، بل بداية لمرحلة جديدة من تعزيز القراءة والأدب العربي عالمياً، مُعبرة عن التفاؤل بالمستقبل وإعادة التراث العربي لمكانته العالمية.

كرئيسة اتحاد الناشرين الدولي، كانت تجربة بدور القاسمي فرصة تاريخية لتوجيه دفة النشر العالمي نحو قيادات شاملة، لتبرز الأصوات التي كانت هامشية لعقود طويلة في جدارات النشر.

تحدثت عن أهمية تقارب الناشرين من مختلف الأسواق الأفريقية والآسيوية والعربية، مشيرة إلى أن النشر ليس مجرد صناعة، وإنما قوة مؤثرة في بناء الجسور والتغيير المجتمعي والثقافي.

أكدت أن صناعة النشر تمر بتحولات عصرية بفضل التكنولوجيا، ومع ذلك تبقى التحديات قائمة في ارتفاع تكلفة الإنتاج وضمان استمرار القراءة التقليدية.

أبرزت بدور القاسمي أن النشر بحاجة للتكيف عبر فتح أسواق جديدة، وتبني أساليب عمل مرنة، مؤكدة أن الحفاظ على القيم الأساسية يمثل التحدي الأكبر.

باحتفالية 2025 بمناسبة مئوية مكتبات الشارقة، تبرز الشيخة بدور رؤية تاريخ المكتبات ليس فقط كمحطة عرض إنجازات الماضي، بل كخطوة حاسمة نحو رسم مستقبل يقدر القراءة.

المكتبات ركيزة أساسية في البناء الثقافي للشارقة، وهو ما يستلزم تطويرها لتكون فضاءً نابضاً بالحياة، تلتقي فيه الأجيال وتبنى فيه العلاقات بين الثقافة والمجتمع.

كما أكدت على التزامها بتحويل المكتبة العامة إلى فضاء آمن للمعرفة وموائمة للاحتياجات والتطورات المتسارعة، لتعزيز التبادل الثقافي بين المجتمعات.

نشاط مبادرة "ببلش هير" لدعم النساء في صناعة النشر تمتد إلى مختلف القارات، ما يرفع سقف الطموح والأثر الإيجابي الذي تُحدثه المرأة في عالم النشر.

مستقبل مجموعة كلمات يعكس النجاح في تحقيق قفزة نوعية في نشر كتب عالية الجودة للأطفال، ومع استمرار توسعها، ترى الشيخة بدور فرصاً هائلة أمام الأدب العربي للوصول إلى العالمية.

بينما تحافظ على تميزها في الجودة، تتوسع لإعادة تقديم الأدب العربي واليافعين والروايات المصورة، تبني ثقافة تلبي تطلعات الأطفال وتفتح أمامهم آفاق التعلم والخيال.

تعبر عن سعادتها لاختيارها كسفيرة لترشيح "الملف الثقافي للفاية" لليونسكو، مؤكدة على المسؤولية الثقافية والوطنية في تعزيز التراث والشعور بالفخر بجذور المنطقة.

تسعى لتعزيز الوعي العالمي بأهمية التراث الثقافي لموقع "الفاية"، مؤكدة أن الحفاظ على التراث لا يعد مجرد مسألة ماضي، بل رسالة للمستقبل نحو وعي أكثر شمولاً.

إلى جانب كونها سفيرة، يعزز دورها الجديد في تسجيل موقع الفاية كشريك ثقافي يعزز الروابط مع البنية التحتية العالمية للتراث المشترك.

تؤكد أن تعزيز حضور الشارقة على الساحة العالمية لا يهدف فقط إلى الحفاظ على الماضي، بل لفتح حوار ثقافي وبناء جسور جديدة للتفاهم والتعاون المتبادل.

تعبيراً عن أهمية معرض "من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات" الذي سلط الضوء على الكنوز الأثرية للشارقة في العاصمة الإيطالية، تمنت أن يحمل الحضور انبهارهم بالتواجد الثقافي والمحتوى المعروض.

إضافةً للآثار التاريخية، مثل واحة من الضوء زارها مؤرخون وباحثون وزوّار لاكتشاف أبعاد جديدة في العلاقة التاريخية بين العالم العربي والحضارة الأوروبية.

في رسالتها لكافة نساء الإمارات الراغبات في ميدان النشر، شددت الشيخة بدور على أهمية الطموح والرغبة في التأثير والرؤية الواضحة.

حثت على بناء دار النشر على أهداف ثقافية محددة تعكس قيم المجتمع، وأهمية التطوير المشترك للبنية التحتية القوية وفرص النمو في السوق المحلي والدولي.

اعتبرت أن امتلاك المرونة والقدرة على التكيف مع التحولات السريعة في نمط القراءة يمثل عناصر أساسية للنجاح.

أشارت إلى أن النشر يتطلب مهارات تكنولوجية وخبرة في التسويق والابتكار، وهو ما يتطلب انفتاحًا متجددًا على التعلم والبحث.

تؤكد على أهمية الالتزام بالجذور الثقافية والخبرات المحلية كجزء من الهوية ، والتي ستعزز حضورهم وتأثيرهم العالمي.

في النهاية، تؤكد أن الرسالة الحقيقية للنشر تحمي الهوية وتدعم الجسر الثقافي مع العالم، مضيفة، أن الفهم الصحيح للتاريخ يسعى لتعزيز مكانة الثقافة العربية في المستقبل.


مواد متعلقة