السفر مع أطفال التوحد: مغامرة مليئة بالتحديات خارج الروتين.
الثلاثاء 09 ديسمبر 2025 - 11:17 م
في إحدى صالات الانتظار في المطار، تجلس أم مع ابنها، وتشرح له خريطة الرحلة باستخدام صور للطائرة والمقاعد وباب الصعود.
الطفل يحفظ تسلسل الصور كما يحفظ الروتين اليومي، فيقول: "نذهب إلى المطار، ننتظر، نصعد للطائرة، نجلس، ثم نصل".
هذا المشهد أصبح أكثر شيوعاً مع زيادة الوعي حول احتياجات الأطفال ذوي التوحد أثناء السفر ومع تزايد النقاش حول جعل التنقل أكثر سلاسة لهم ولأسرهم.
بالرغم من أن السفر يكون مغامرة ممتعة لأغلب الأطفال، فإنه بالنسبة للأطفال ذوي التوحد يمكن أن يطرح تحديات حسية وانفعالية.
الضجيج في المطار أو الزحام أو التغير في الروتين يمكن أن يثير قلق الطفل التوحدي، لكن الإعداد الجيد يجعل الرحلة أكثر قابلية للتوقع والراحة.
أكد مسؤولين في مركز دبي للتوحد أهمية التخطيط المسبق واستخدام استراتيجيات محددة لجعل السفر سلس للأطفال ذوي التوحد وعائلاتهم.
والدة ماريا، بشرى لاري، أشارت إلى أن السفر مع ابنتها يمثل تحدياً كبيراً، حيث تحتاج ابنتها إلى تهيئة مسبقة وروتين واضح ومهيئ.
توضح بشرى أنها تحرص على إخبار ابنتها بخطط السفر بفترة طويلة قبل الموعد، حيث أن المنزل هو منطقه الأمان لها، والخروج يسبب لها توتراً.
تضيف بشرى أن بناء خطة يومية تفصيلية للأنشطة تعد من أهم متطلبات السفر لإبقاء ابنتها هادئة.
فيما يتعلق بالطعام، أظهرت بشرى أنها تعتمد على قائمة طعام محدودة وتضطر لحمل بعض الوجبات الخاصة لماريا أثناء السفر.
ذكرت والدة ماريا أن الزحام يمكن أن يسبب توتراً لذا تفضل البقاء قريبة منها، كما أن ماريا ترفض استخدام حمامات غريبة.
تؤكد بشرى على ضرورة مراقبة الأم لابنتها باستمرار، حيث يمكن أن تتوه أو تذهب إلى أماكن يصعب الوصول إليها.
رغم صعوبة السفر، تعتبر بشرى أن الرحلات تمنح تجربتها وابنتها لحظات جميلة وتساهم في تقربهما.
من جهة أخرى، تقول موزة خليفة الهاملي، والدة خليفة الفلاسي، إن السفر مع ابنها مليء بالتحديات، لكنه أصبح أقل صعوبة الآن.
ذكرت موزة أن التعاون والدعم المستمر من مركز دبي للتوحد جعلا من السفر مع ابنها تجربة ذات تحديات أقل.
أكدت موزة أن اتباع الإرشادات المحددة ساعد ابنها على السفر براحة وثقة أكبر وتحول التجربة إلى أكثر هدوء ومتعة.
تشير إلى أهمية الوعي والتعاون في تمكين ذوي التوحد من تجاوز العقبات وتحسين تجربتهم.
من جانبه، أكد محمد العمادي من مركز دبي للتوحد أن دعم الأسر أثناء السفر جزء من مسؤوليات المؤسسات.
السفر ينبغي أن يكون تجربة اجتماعية وتعليمية مفتوحة للجميع دون استثناء.
تشير الجهود إلى تبني ممارسات داعمة لتحسين تجربة السفر للأطفال ذوي التوحد وعائلاتهم.
الدكتور نيكولاس أورلاند يشير إلى أنه من المهم أن يكون هناك إعداد مسبق يجعل رحلة الطفل متوقعة ومريحة.
يؤكد أورلاند أن فهم المثيرات الحسية يساعد على إعداد خطة دعم واقعية وفعالة للأطفال.
من المستحسن تدريب الطفل منزلياً على بعض خطوات الرحلة للتخفيف من التوتر والاستعداد لأول مواجهة داخل المطار.
يجب أن تأخذ الأسرة حقيبة حسية تحتوي على أدوات تهدئة وحماية تساعد الطفل أثناء السفر.
استعدادات بيئة السفر تشمل المسارات الهادئة والخدمات المخصصة لتلبية احتياجات الأطفال ذوي التوحد.
عند تكون البيئة داعمة، يقل التوتر وتزداد المرونة، مما يساهم في تجربة ناجحة لجميع الأطراف المشاركة.
التوحد واحد من أكثر اضطرابات النمو شيوعاً، ويؤثر على قدرات التواصل والتفاعل الاجتماعي للأطفال.
مواد متعلقة
المضافة حديثا