أول ولادة بالعالم بفضل التلقيح الذكي بالذكاء الاصطناعي

السبت 15 نوفمبر 2025 - 06:11 ص

أول ولادة بالعالم بفضل التلقيح الذكي بالذكاء الاصطناعي

ليلى زكريا

شهدت مدينة جوادالاخارا بالمكسيك حدثًا تاريخيًا تمثل في ولادة أول طفل في العالم عن طريق التلقيح الصناعي بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وهو إنجاز يُعتبر نقلة نوعية في عالم الطب الإنجابي وعلاج العقم.

وقد أوضحت تقارير علمية دولية أن هذه العملية تمت بواسطة روبوت دقيق يتم التحكم فيه من قبل علماء في نيويورك عبر نظام ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. قام الروبوت بحقن حيوان منوي واحد داخل بويضة أنثوية بدقة مذهلة، دون أي تدخل بشري مباشر.

العلماء أكدوا أن الروبوت الذي طورته شركة أمريكية يُجري العملية وفق 23 خطوة مبرمجة بدقة، بدءًا من اختيار أنسب الحيوانات المنوية وصولًا إلى عملية الحقن المجهري، تحت إشراف فريق طبي مختص. في التجربة، تخصبت خمس بويضات، تطور أربع منها إلى أجنة سليمة، ونجحت عملية النقل الثانية في تحقيق حمل كامل، مما أسفر عن مولود ذكر بصحة جيدة.

خبراء الطب الإنجابي يعتقدون أن هذا التطور قد يُحدث ثورة في عالم الإخصاب الصناعي، حيث يمكن للتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أن تقلل من الأخطاء البشرية وتزيد من معدلات النجاح، مع خفض التكاليف. الخوارزميات المتقدمة تسمح بالتعرف على أفضل الحيوانات المنوية والأجنة الأكثر قابلية للحياة.

ويُعاني أكثر من 48 مليون زوج حول العالم من مشكلات العقم، ما يجعل هذا الاكتشاف أملًا جديدًا للراغبين في الإنجاب دون تكرار محاولات مكلفة ومجهدة نفسيًا. الأطباء يؤكدون أن التقنية الجديدة تزيد من فرص الحمل الناجح.

رغم الإنجاز العلمي، أثارت التجربة تساؤلات أخلاقية وقانونية حول مدى تدخل الذكاء الاصطناعي في قرارات اختيار الجنين أو الحيوان المنوي المناسب ومن يتحمل المسؤولية في حال حدوث خطأ: الطبيب أم المبرمج أم الآلة؟ الخبراء يشددون على ضرورة الإشراف البشري لضمان التوازن بين التقدم التكنولوجي والمسؤولية الإنسانية.

منذ ولادة "لويز براون"، أول طفلة أنابيب عام 1978، لم يشهد الطب الإنجابي ثورة مماثلة. الآن، ومع ولادة أول طفل بتقنية الذكاء الاصطناعي، يبدأ فصل جديد في تاريخ الإنجاب البشري، يجمع بين العلم، البرمجة، والأمل الإنساني.


مواد متعلقة