تقليص التمويل للأرصاد الجوية يعرض الأمريكيين للخطر أمام الأعاصير
الأربعاء 04 يونيو 2025 - 08:07 م

مع غروب الشمس فوق خليج المكسيك، اقتربت طائرة حكومية أمريكية من عين إعصار ميلتون الذي كان قد تشكل حديثاً، وبدأت على الفور ببث تقارير حية عن الإعصار بعد تلقي أولى بيانات الرادار عبر الأقمار الاصطناعية.
وخلال 24 ساعة فقط تحول "ميلتون" إلى إعصار من الفئة الخامسة بسرعة رياح بلغت 180 ميلاً في الساعة، ليصبح الأعنف في الخليج منذ نحو عقدين، ولكن رغم قوته المدمرة، لم يكن مفاجئاً.
فقد أطلقت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في أمريكا تحذيرات مبكرة، مما أتاح وقتاً كافياً لإجلاء السكان من المناطق المهددة على ساحل فلوريدا.
لكن هذه التحذيرات تزامنت مع قرارات حكومية مثيرة للقلق، مع توقع موسم أعاصير نشط حتى نهاية العام الجاري، حيث تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب على خفض تمويل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وبالغياب المحتمل لأدوات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، قد تصبح الأعاصير التمي ترصد بشكل روتيني اليوم مفاجئة ومدمرة غداً.
ورغم أن كلفة خدمات الأرصاد الجوية لكل مواطن أمريكي لا تتجاوز 4 دولارات سنوياً، فإن العائد الاستثماري منها يبلغ 8000% وفقاً لتقديرات عام 2024.
وفي غضون ثلاثة أشهر، ألحقت إدارة الكفاءة الحكومية أضراراً جسيمة بالهيئة الوطنية للأرصاد الجوية التي تدير 122 مكتباً محلياً للتنبؤات الجوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
فقد بعض المكاتب 60% من موظفيها، بمن فيهم فرق الإدارة بأكملها، مما أدى إلى ضعف قوتها العاملة بشكل ملحوظ.
وكنتيجة لذلك، تعاني العديد من مكاتب التنبؤات الجوية المحلية من نقص حاد في الموظفين، مما يزيد من خطر عدم رصد الأحوال الجوية وبقاء السكان دون حماية أو تحذير.
وتعد مكاتب خدمات الطقس والأرصاد الجوية التي تعمل على مدار اليوم مصدر جميع التحذيرات المناخية التي يتلقاها الأمريكيون عن طريق الهاتف، والتلفزيون، والراديو.
وفي ظل معاناة مكاتب التنبؤات الجوية المحلية للحفاظ على استمرارية عملياتها، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي نداء استغاثة.
كما تم تقليص إطلاق "بالونات" الطقس، وهي أداة رئيسية في جمع البيانات، بنحو 15 إلى 20% على مستوى البلاد، مما يزيد من قلق الجهات المسؤولة عن التنبؤات الجوية.
بسبب سياسات تقليص الموارد، يُخشى أن ندخل في مرحلة محفوفة بالمخاطر فيما يتعلق بالتنبؤات الجوية والتعامل مع الأعاصير.
ويمكن أن يؤدي إلغاء مكتب أبحاث المحيطات والغلاف الجوي إلى تدمير عقود من التقدم في مجال التنبؤ بالأعاصير.
قبل 30 عاماً، لم يكن بإمكان خبراء الأرصاد الجوية التنبؤ بالأعاصير إلا بعد تشكلها، والآن تتنبأ نماذج التنبؤ بشكل موثوق وأحياناً قبل أسبوع أو أكثر.
مواد متعلقة
المضافة حديثا