إسرائيل تتبع سياسة تجويع منهجية في قطاع غزة

السبت 26 يوليو 2025 - 02:38 م

إسرائيل تتبع سياسة تجويع منهجية في قطاع غزة

منى شاهين

أكدت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في بروكسل أن إسرائيل تتبع سياسة تجويع ممنهجة ضد سكان قطاع غزة منذ تراجعها عن اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي. وأضافت أن القطاع أصبح على شفا مجاعة شاملة وسط قيود شديدة على دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية.

وأشارت المجموعة في بيان لها إلى أن هذه السياسة تترك آثارًا مدمرة على 2.1 مليون فلسطيني محاصرين، يعانون يوميًا من عدم الأمان الغذائي والانهيار الصحي.

وشددت على أن ما يحدث في غزة لم يكن مفاجئًا، بل تم التحذير منه مسبقًا من قبلها ومن قبل الأمم المتحدة وجهات أخرى إنسانية. وأوضحت أن سياسة "التجويع المتحكم به" لم تأخذ بالحسبان هشاشة سكان غزة المنهكين من الحرب والحرمان.

دعت المجموعة إلى رفع الحصار فورًا بسبب ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع يوميًا، مؤكدة أن "كل شاحنة إغاثة مهمة وكل سعرة حرارية تحتسب" ولكن الحل الحقيقي يبدأ بوقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بتوزيع الغذاء، أفادت المجموعة بأن النظام الجديد الذي فرضته إسرائيل في مايو، تمثّل في "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) وأثبت فشله، حيث اختارت إسرائيل توزيع المساعدات عبر متعاقدين أمنيين وبطرق فوضوية تفتقر إلى الشفافية.

وحسب المجموعة، فإن الادعاء بتوزيع 87 مليون "وجبة" يفتقر إلى التوثيق، ولا يرقى إلى تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. والأسوأ أن هذه الطريقة تحرم الأكثر ضعفًا من الغذاء وتفتح المجال أمام العنف والاستغلال، مما يحول عملية التوزيع إلى معركة يومية من أجل البقاء.

أكدت أن تداعيات هذه السياسة أصبحت قاتلة، إذ قتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع البعيدة والمحمية بشدة، حيث تطلق القوات الإسرائيلية النار عليهم.

في تقييم خطير للوضع الصحي، كشفت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات عن أن غزة تُظهر مؤشرات واضحة على مجاعة وشيكة رغم أن الوضع لم يتجاوز بعد عتبة الأمن الغذائي العالمي (IPC)، لكن التقارير الطبية والإنسانية تشير إلى قرب الانهيار.

مع استمرار الوضع البائس، أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنها عالجت خلال الأسابيع الأولى من يوليو ثلاثة أضعاف حالات سوء التغذية الحاد مقارنة بشهر مايو، بينما سجلت مستشفيات غزة ما بين 10 و15 حالة وفاة يوميًا بسبب الجوع، وهو رقم يتجاوز المتوسط الشهري خلال أشهر الحرب.

نبهت المجموعة الدولية أن المجاعة، إن بدأت، ستتبنى نمطًا كارثيًا عن طريق تعزيز ذاتها، حيث يؤدي الضعف العام إلى تسريع حالات الوفاة، خاصة بين الأطفال. وكشفت نتائج مسح الغذاء للأمم المتحدة في يوليو أن أكثر من 16% من الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، وهو رقم يتجاوز عتبة إعلان المجاعة.

أكدت المجموعة أن عدم وجود وقف لإطلاق النار لا يبرر سياسة التجويع، ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يستمر في تقديم التغطية الدبلوماسية لإسرائيل في ظل تعثر المفاوضات، قائلة إن "السياسة الوحيدة القادرة على وقف الموت الجماعي في غزة هي فتح المعابر فورًا مع التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل".


مواد متعلقة