الأوروبيون يعانون من ارتفاع كُلفة المعيشة المستمر

النفقات الباهظة على الرفاهية الاجتماعية والرعاية الصحية تشكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاديات الأوروبية، مما يظهر بوضوح في فرنسا حيث تتنامى أزمة الديون. يتساءل الفرنسيون اليوم إن كانت الأجيال المقبلة ستعيش حياة أسوأ من آبائها ومن سيدفع ثمن الرفاهية المستمرة. في خضم هذه الأسئلة، تبع استقالة مفاجئة لرئيس الوزراء الفرنسي، تعميق للمشهد السياسي المتأزم.

تتطابق التحديات في ألمانيا، حيث يعاني الاقتصاد من الركود المتلاحق. تعاني الشركات من الأزمات وتضطر لتسريح موظفيها وسط بنية تحتية متدهورة. على الرغم من ذلك، يحتفظ الألمان بمستوى معيشي مرتفع، رغم ارتفاع تكاليف المعاشات وانخفاض القوى العاملة بسبب معدلات المواليد المنخفضة.

تعتبر فرنسا وألمانيا أسس الاتحاد الأوروبي، إلا أنه من غير الواضح ما إذا يمكنهما الحفاظ على دورهما كنموذج للعدالة الاقتصادية. ومع تحديات الدخول المحدودة، يعتقد الشباب الفرنسي أنه من غير العادل أن يدفعوا ثمن أخطاء الماضي.

عاشت أناستازيا بلاي بفضل الدعم الحكومي لسنوات، إلا أنها تجد صعوبة في تلبية الاحتياجات الأساسية رغم ذلك الدعم. في المقابل، يرى زميلها الاقتصادي، إريك لارشفيك، في النظام الاقتصادي الفرنسي، كيانًا منهكًا لا يحتمل التغيير.

تظهر الخلافات بين بلاي ولارشفيك انقسامًا في الرأي حول من يتحمل المسؤولية وسبل التغيير. بينما تشهد دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تحسنًا في أوضاعها، تواجه فرنسا وألمانيا مزيدًا من المصاعب السياسية والاقتصادية.

تستمر أزمة القارة الأوروبية في مرحلة حرجة بظل تهديدات الرئيس الأمريكي المتقلب وازدياد التحديات من الصين. وما زال إنفاق الحكومات الأوروبية مرتفعًا رغم تفضيل الحلول المتشددة، والذي قد يؤدي لتغييرات مستقبلية.

كريستين بوكو، العاملة المتقاعدة، تُعبر عن قلقها حول تجميد المعاشات وكيف يمكن لذلك أن يؤثر على حياة المتقاعدين. وترى أن الجيل الحالي قد لا يقدّر الجهد المبذول سابقًا لتحقيق هذا الدعم. مستعدة لدفع ضرائب إضافية، تدافع بوكو عن الحاجة لدعم الفئات الضعيفة وتقليل الإعانات لغير العاملين.

في ألمانيا، يدعو المستشار ميرتس إلى إصلاح شامل في الرعاية الاجتماعية، وهو أمر يحمل في طياته مخاطر سياسية. على الرغم من مستوى الرعاية المرتفع، يتطلب التغيير التوصل لتفاهمات بين الأحزاب السياسية لتحمل المسؤولية وتجنب أزمات مشابهة.