النظم البيئية العالمية تختنق بسبب إنتاج الغذاء المستمر
الأربعاء 08 أكتوبر 2025 - 05:00 ص

قام علماء بارزون من العالم بتحذير صارخ، ففي حال تم التوقف عن استخدام الفحم والنفط والغاز غداً، فإن ذلك لن يمنع أسلوب غذائنا الحالي من رفع حرارة المناخ لأكثر من 1.5 درجة مئوية، جراء تسببه في انبعاثات غازات الدفيئة.
وأكدت لجنة «إيت لانسيت»، التي تضم أكثر من 70 عالماً، أن النظام الغذائي الحالي يعطل استقرار المناخ بسبب انبعاثات غاز الميثان من الماشية وقطع الغابات واستعمال الوقود في تصنيع الأسمدة.
لا تكمن المشكلة فقط في الانبعاثات، بل تشير الأدلة إلى أن أنظمة الغذاء تسهم في تجاوز حدود الكوكب، مما يهدد التنوع البيولوجي ويزيد من ندرة المياه وتلوث التربة.
وأشار العالم السويدي يوهان روكستروم إلى أن نتائج التقرير صادمة، حيث أن الغذاء يمكن أن يرفع حرارة المناخ ولكنه أيضاً القادر على المساعدة في خفضها.
يمكن أن يوفر «النظام الغذائي الصحي العالمي»، الذي يعتمد على الخضراوات والفواكه وعدد محدود من منتجات الألبان، حلاً لإطعام 10 مليارات شخص دون تجاوز حدود الكوكب.
يمكن لهذا النظام أن يمنع 15 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً وتقليل انبعاثات الأغذية إلى النصف، لكن سيكلف بين 200 إلى 500 مليار دولار سنوياً.
وقال عالم الأوبئة والتر ويليت إن النظام الغذائي يمكن تكييفه مع الثقافات المحلية، وعلى الرغم من الاقتراحات بتحول شبه نباتي، لا يقتصر المعروض على النباتات فقط.
رغم إصدار لجنة «إيت لانسيت» تقريرها عام 2019، والذي دعا لتغييرات شاملة، إلا أن الاتجاه الحالي يبدو معاكساً حيث يتزايد استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان في بعض المناطق.
في أوروبا، أدرجت النتائج ضمن استراتيجية الاتحاد الأوروبي، لكنها تراجعت أمام احتجاجات المزارعين والضغوط السياسية، وتسبب في تأخر التقدم البيئي.
تشمل التحديات تجنب الإفراط في دعم المزارع ومعالجة صادرات الحبوب من مناطق مثل أوكرانيا وبولندا، على الرغم من استمرار تحذير العلماء من خطورة التدهور البيئي.
جاء في التقرير أن النظم الزراعية الحالية تُعد مسؤولةً كبيرة عن أضرار البيئة، ويتحمل أغنى 30% من سكان العالم القسم الأكبر من هذه المشكلة.
إذا استمرت الاقتصادات النامية بتبني نمط غذائي غربي غني باللحوم، فإن ذلك سيتسبب في كارثة بيئية وصحية عالمية.
أشارت لجنة «إيت لانسيت» إلى أن الغذاء يحمل في طياته حلاً محتملاً؛ إذ يقدر العلماء أن التحولات السريعة في الأنظمة الغذائية يمكن أن تجني فوائد تصل إلى خمسة تريليونات دولار سنوياً.
صرحت شاكونتالا ثيلستيد بأن الغذاء هو محور لصحة الإنسان والكوكب، ويجب ضمان الحق في الغذاء والعمل في بيئة صحية ومتزنة للجميع.
يُعتبر اقتراح «النظام الغذائي الصحي العالمي» حلاً لتخفيف الأضرار عبر تقليل استهلاك اللحوم الحمراء واتباع نظام غذائي متزن.
مواد متعلقة
المضافة حديثا