سالم الحتاوي.. نجم يتلألأ ورحيل مفاجئ
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 - 04:12 م

بينما يبرز حضور الفنان الإماراتي الراحل سالم الحتاوي بتألقه وروعة عطائه، تأتي لحظات الغياب المباغت لتذكرنا بفقدان إبداع لا يُعوض. يعد الحتاوي أحد أبرز رواد المسرح الإماراتي، حيث قدم إسهامات لا تُنسى في التلفزيون والمسرح والأفلام الروائية. غادر الحياة في عام 2009 عن عمر 48 عاماً بعد إصابته بأزمة قلبية.
سالم الحتاوي وُلد في دبي عام 1961، وهو من أكثر الكتاب إنتاجاً وتنوعاً في الإمارات، بفضل ارتباط أعماله بروح المجتمع الإماراتي وإرثه الشعبي. درس الهندسة في الولايات المتحدة، حيث ساهمت تلك التجربة في تعزيز حنينه للوطن وزيادة ارتباطه بالحكايات الشعبية.
بدأت مسيرته في عام 1994 مع مسرحية "أحلام مسعود"، حيث شارك بها في أيام الشارقة المسرحية. كانت هذه المسرحية، الفائزة بجائزة أفضل نص مسرحي، مفاجأة للعالم المسرحي، ومحفزاً للحتاوي للعودة في 1996 بأربع مسرحيات متميزة.
في 1996، شارك الحتاوي بأربعة أعمال في أيام الشارقة المسرحية، وهي "ليلة زفاف" و"صمت القبور" و"الملة" و"إنها زجاجة فارغة". لفتت مشاركته الغزيرة الأنظار إلى موهبته الكبيرة، وحققت له جائزة أفضل مؤلف عن مسرحية "ليلة زفاف".
في عام 1997، نال جائزة التأليف عن "زمزمية"، كما حصل على جوائز عديدة على مر السنين، بينها جائزة مهرجان الخليج المسرحي السادسة عن "عرج السواحل" في 1999، وجائزة الجهد المتميز من جمعية المسرحيين.
قدم الحتاوي أعمالاً عدة أغنت الساحة المسرحية الإماراتية، مثل "مواويل" و"عشوان"، بجانب إضافته لأعمال إذاعية وتلفزيونية أثرت في الجمهور الإماراتي، مثل "سرور وجمعان"، مما ساعد على تراكم إرث ثقافي متين.
لم يقتصر عطاؤه على مسرح الكبار، بل أبدع في مسرح الطفل من خلال تقديمه لخمس أعمال هادفة، منها "أرض الخير" و"الأمية الساحرة" و"العجوز وجزيرة الطيبين"، إيماناً منه بأهمية المسرح كوسيلة تربوية.
وضح الحتاوي بصمته الواضحة في الإنتاج التلفزيوني، من أعمال تمثلت في مسلسلات "بنت الشمار" و"بقايا حلم"، التي لاقت استحساناً واسعاً وأحدثت تأثيراً في ذهنية المشاهد الإماراتي.
استمر الحتاوي في الإبداع حتى الزمن الذي ودع فيه الحياة في 2009، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً يعكس تعبيراته الصادقة عن الهوية والمجتمع الإماراتي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا