روسيا تصعّد هجماتها بالطائرات المسيّرة لاستنزاف الدفاعات الأوكرانية
الأربعاء 16 يوليو 2025 - 04:02 ص

تعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية بمثابة إنذار خطير للدول الغربية. لكن برغم هذا فإنها لا تثير القلق بقدر عملية سبايدر ويب، والتي استهدفت قواعد داخل روسيا ودمرت عدد كبير من القاذفات الاستراتيجية. أثارت تلك العملية قلقاً كبيراً في أوروبا والولايات المتحدة، إذ أدركوا أنهم يشاركون روسيا نقاط ضعفها. فهل يعلمون أنهم يشاركون أوكرانيا أيضاً في نقاط ضعفها؟
في ليلة أحد أيام الأسبوع الماضي، قامت روسيا بإطلاق 741 طائرة مسيرة متنوعة الأنواع في عملية استهدفت مدينة لوتسك الأوكرانية. في اليوم التالي كان دور كييف لتتعرض لهجوم من 400 طائرة بدون طيار، مما أشعل النيران في عدة أنحاء من المدينة. وبحلول صباح الخميس، وبعد انتهاء غبار المعركة، كان الدخان يغطى أجزاء من العاصمة الأوكرانية. خلال ليلة الجمعة، شنت روسيا هجوماً ثالثاً واسع النطاق، استهدف كييف ومدن في غرب أوكرانيا بأكثر من 500 طائرة مسيّرة.
ذكرت صحيفة كييف إندبندنت أن روسيا أطلقت خلال شهر يونيو 2024 عدد إجمالي يبلغ 332 طائرة بدون طيار، وهو ما تجاوزته بسرعة كبيرة الأسبوع الماضي. ويقدّر الخبراء أن روسيا تنتج يومياً بين 100 إلى 170 طائرة مسيرة، ويتم إرسالها باستمرار لضرب أهداف في أوكرانيا. طريقة تنفيذ العمليات واستخدام الطائرات المسيرة بشكل مركز يجعل الأهداف الاستراتيجية أكثر عرضة للخطر.
صرح خبير القوات الجوية أليكساندر هومينيوك، أن روسيا ترسل أعداداً ضخمة من الطائرات المسيرة لاستهلاك الدفاع الجوي الأوكراني، ثم تتبع تلك الطائرات بصواريخ دقيقة التصويب. الأمر يشكّل تحدياً لأوكرانيا خاصة وأنها تضطر لاستخدام طائراتها المقاتلة لاعتراض الطائرات المسيرة، مما يستنزف مواردها البشرية والمالية ويعرض الطيارين للخطر.
يحذر الخبراء الأوكرانيون من تزايد احتمالية وصول هجمات الطائرات المسيرة الروسية إلى ألف طائرة أو أكثر خلال الصيف القادم. وإذا لم تتطور التكنولوجيا الأوكرانية لمواجهة هذا التطور، فسيصبح من الصعب الدفاع ضد هذه الهجمات المعقدة على نطاق استراتيجي، وليس مجرد تكتيكي فقط.
تأتي هذه التحديات في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة تحفيز موسكو وكييف نحو محادثات السلام. ويشير يوري ساك، مستشار وزير الصناعات الاستراتيجية، أن روسيا تستخدم الطائرات المسيرة بكفاءة، مما جعل الإجراءات الدفاعية الأوكرانية غير فعالة. تعتمد أوكرانيا على وحدات حركية أرضية لإسقاط الطائرات المسيرة، لكن هذه الطريقة أصبحت أقل فاعلية بعد تطوير روسيا لطائراتها.
تستخدم روسيا طائرات مسيرة وهمية لخلط الأمور على الرادارات الأوكرانية واستنزاف موارد الدفاع الجوي المحدودة. وتجهز بعض هذه الطائرات مؤخراً بقدرات لتحمل الحرب الإلكترونية، ما يؤدي إلى توسيع نطاق تأثيرها مستقبلاً.
في وقت سابق من الحرب، أوصت أوكرانيا المدنيين بالاحتماء خلف جدارين صلبين على الأقل أثناء الهجمات، لكن هذا لم يعد كافياً نظراً لأن روسيا تمد الطائرات بذخائر متفجرة أكثر فتكاً. يؤكد خبراء أن توسع الحرب الإلكترونية لدى روسيا يؤدي إلى مزيد من التعقيد في التصدي لتلك الطائرات.
الصعوبة التي تواجهها أوكرانيا في التصدي للطائرات المسيرة ليست ناتجة عن قلة الابتكار بل تعزى لمشاكل في المشتريات والتمويل. تقول داريا كالينيوك، مؤسسسة مجموعة داعمة للجيش الأوكراني، إن الخطوط الأمامية تشبه وادي السيليكون من حيث الابتكار، لكن التكنولوجيا في الحرب الحالية تصبح قديمة بسرعة تتجاوز ثلاثة أشهر.
ولتتمكن أوكرانيا من مواكبة التحديات، تحتاج إلى تحسين أعراف التعاقد لجعلها مرنة بما يكفي لتطوير البرمجيات وتحسين المعدات. رغم تقدم دورة المشتريات في أوكرانيا على تلك الخاصة بحلف الناتو، فإن كييف بحاجة لزيادة فعاليتها في المجال التقني والدفاعي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا