كيف غرقت إسبانيا والبرتغال في الظلام في 5 ثوانٍ فقط؟

الثلاثاء 29 أبريل 2025 - 06:31 م

كيف غرقت إسبانيا والبرتغال في الظلام في 5 ثوانٍ فقط؟

زينة خلفان

قد يكون انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدته إسبانيا والبرتغال أمس الاثنين نتيجة لأسباب متعددة. وقد ألقى هذا الحدث الضوء على "ضعف" محتمل في نظام الطاقة الإقليمي في شبه الجزيرة الإيبيرية.

لماذا لم يتم تحديد السبب حتى الآن؟.. الشبكة الكهربائية عبارة عن نظام معقد يتكون من الآلاف من المكونات المترابطة. ذكرت المحللة في شركة "ريستاد إنرجي"، براتيكشا رامداس، لوكالة "فرانس برس" أن مشغلي الشبكة يحتاجون لتحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الحقيقي بعناية.

غالباً ما تكون أسباب انقطاع التيار الكهربائي نتيجة توقف مفاجئ لمصدر الإنتاج، سواء كان نتيجة لمشكلة فنية أو نقص في الوقود مثل محطات الطاقة الحرارية.

في السنوات الأخيرة، تسببت الكوارث الطبيعية مثل العواصف والزلازل وحرائق الغابات والحرارة أو البرودة الشديدة في تلف البنية التحتية وزيادة الطلب على التدفئة أو التبريد.

من بين الأسباب المحتملة الأخرى قد تكون الحمولات الزائدة على خطوط التوتر العالي، وهو ما يدفع إلى نقل الكهرباء الزائدة لخطوط أخرى. بالإضافة إلى الهجمات السيبرانية، على الرغم من استبعاد هذا الاحتمال في إسبانيا والبرتغال، إلا أنه يشكل تهديدًا مع تنامي الشبكات المحوسبة.

ذكرت شركة الكهرباء في إسبانيا مساء الاثنين عن "تذبذب قوي في تدفقات الطاقة، مصحوب بفقد كبير في الإنتاج".

يتم قياس التردد الكهربائي على الشبكة في أوروبا بناءً على معيار 50 هرتز. إذا كان التردد أقل من هذا المستوى، فإن ذلك يعني وجود نقص في الكهرباء، وإذا كان أعلى، فهناك فائض.

مهمة المشغلين هي طلب زيادة أو تقليل الإنتاج لحفظ التوازن عند 50 هرتز. يوضح مايكل هوغان أن "الحفاظ على هذا التردد يعتبر مسألة توازن".

في حال الانحراف عن 50 هرتز، تقوم أنظمة الحماية التلقائية بإيقاف تشغيل أجزاء من الشبكة لتجنب تلف المعدات.

يقول هوغان إنه "عندما تبدأ محطات الطاقة بالتوقف لحماية نفسها، يمكن أن يخرج الوضع عن السيطرة بسرعة. لكنها من النادر جداً أن تصل لذلك المستوى".

بحسب هوغان، من المحتمل أن يكون السبب هو فشل واحدة أو اثنتين من منشآت النقل الرئيسية، لكن السبب الأولي لا يزال يتعين تحديده.

تنتج إسبانيا نحو 40% من الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفي بعض الأحيان تصل النسبة إلى 70% كما حدث صباح أمس الاثنين.

إلا أن طاقة الشمس والرياح لا يمكن التحكم بها بناءً على الطلب وغالباً ما تحتاج لتخفيض. وقد حذرت إنتوس من الإفراط في إنتاج الطاقة الشمسية مع اقتراب الصيف.

تعد انقطاعات الكهرباء كتلك التي حدثت أمس كبشارة بضرورة تعزيز المرونة على المستوى الوطني والتنسيق الإقليمي لتجنب الانقطاعات المستقبلية والخطيرة.

براتيكشا رامداس توضح أن "بدون تدابير كافية للمرونة مثل التخزين، يمكن للتقلبات الكبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة زعزعة استقرار الشبكة".

يرى ليون هيرث أن الأنظمة التي لا تعتمد بشكل كبير على توليد الطاقة التقليدي تكون أكثر عرضة للتذبذبات التي قد تخرج عن السيطرة.


مواد متعلقة