هل يمكن للأدب أن يُحدث تحولاً في المجتمع اليوم؟
الإثنين 23 يونيو 2025 - 01:02 ص

هل تغير دور المثقف في زمن العولمة والثورات الرقمية؟ وكيف يمكن للأدب أن يكون أداة للتغيير أو مرآة تعكس صورة الواقع وصوت المجتمع؟ وهل مازال دور الأديب حياً في المجتمعات العربية أمام سطوة الذكاء الاصطناعي؟ وما فرص المثقف العربي في رسم ملامح المستقبل الثقافي في عالمنا؟
التقت نخبة من الأدباء لطرح آرائهم وتوقعاتهم حول دور الأديب والمثقف في المجتمع، وتأثيره في تطور المجتمع العربي، ووضع الحلول للمشكلات الكبرى، والإجابة عن أسئلة كثيرة تلاحق صنّاع النهضة والتطور ودفع عجلة التنمية في المجتمعات.
الأديب الجزائري واسيني الأعرج طرح السؤال الأهم حول أي نوع من القراءة قد تراجع في عالمنا العربي، مؤكداً عدم وجود إحصاءات دقيقة أو مرصد عربي يتابع تطور القراءة حتى اليوم. يقول الأعرج: «هذا الأمر يمكن تحقيقه في دولة نموذجية مثل الإمارات».
أوضح الأعرج أنه على الرغم من التنسيق غير القوي بين الأدباء والمجتمعات، إلا أن هذا التنسيق يظهر من خلال الملتقيات والمراسلات، ويسهم في إحداث تغييرات معينة. وأضاف: «على الرغم من التنسيق الذي لم يكن قوياً بين الأدباء وأفراد المجتمعات العربية، إلا أن هذا التنسيق مازال باطنياً».
طرح الأعرج موضوع حرية التعبير كمطلب مهم للأديب والكاتب العربي في ظل الظروف الحالية، قائلاً: «أعتقد أن مطلب حرية التعبير أصبح كبيراً ومهماً بالنسبة للأديب والكاتب العربي». ويحاول الأدب العربي أن يؤسس لطريق جديد وأساليب جديدة.
رداً على سؤال حول التحديات التي تواجه الكاتب والمثقف العربي، أكدت الكاتبة والناقدة الإماراتية مريم الهاشمي أن الوعي المنساب يحتاج إلى محاربة أمية اللاوعي. قالت: «ما تشهده البشرية من خيبات وخوف وموت وغيرها يدعونا لمحاربة أمية اللاوعي».
وأما الروائي المغربي عبدالإله بن عرفة فقد اعتبر أن قضية الالتزام الأدبي قد تغيرت مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الكتاب يحاولون تطوير تقنيات جديدة للتعبير الأدبي تسمح لهم بالبقاء على صلة مجتمعاتهم.
النظرية التي يتبناها عبدالإله بن عرفة حول الأدب الجديد تتناول كيفية تأثير الأدب في وجدان المجتمع ومعرفته. وأوضح: «مقياس التحول يدركه القارئ حينما يقرأ عملاً أدبياً فيشعر بعمق هذا التحول في ذاته وفي تعميق معرفته».
بالنسبة للكاتب والروائي المصري محمد المنسي قنديل، فإن مهمة الكاتب اليوم تتطلب منه أن يكون مؤثراً في مجتمعه، رغم كل المعوقات والتحديات التي قد يواجهها. وأشار إلى أهمية الإفلات من قبضة التراث والاعتماد على الأسلوب الخاص للكاتب.
كما أكد قنديل أن الكتب لم تعد المصدر الوحيد للمعرفة في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي. ولا يزال العديد من المنصات يمتلك القدرة على التأثير، وهو ما يسهم في تشكيل تحديات جديدة أمام الكتاب لتطوير طرق تأثيرهم.
وأخيراً، عن دور الأدب في الوقت الحالي، تقول مريم الهاشمي إن الأدب يمكنه أن يعبر عن جوهر الإنسان في كل ذات، وهذا يسهم في بناء حضارة تتسم بالتغير الإيجابي والتسامح. وأضافت أهمية الفكر والأدب في تقديم وجهات نظر جديدة تعبر عن قيم حضارية مشتركة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا