جيانلوكا: من موظف بنك إلى فائز بجائزة حمدان الدولية للتصوير
الجمعه 14 نوفمبر 2025 - 11:13 م
المصور الإيطالي جيانلوكا جيانفيراري لم يكن يتوقع أبدًا أن تأخذه لقطة واحدة إلى منصة التتويج والفوز بجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي الكبرى في الدورة الـ14 بعنوان "القوة". جيانلوكا، وهو موظف في بنك، قادته رحلة مع صديق خلال إجازة في صقلية لالتقاط صورته الفائزة، بهدف توثيق بقايا ثوران بركان إتنا.
الصورة التي وثق فيها جيانلوكا مشهداً لبركان إتنا في صقلية لاقت إعجاب الجميع، حيث تتناثر شظايا اللهيب والحمم المتوهجة على صفحة من الثلج الأبيض النقي، ما شكّل مشهداً آسراً بالمضادات الساحرة التي نسجتها الطبيعة. جاءت هذه الصورة بعد مطاردة جيانلوكا للحظة المثالية لسنوات حيث كان يبحث عن هذا القدر من الجمال والدهشة.
تحدث جيانلوكا لـ"الإمارات اليوم" عن كواليس الصورة الفائزة بالجائزة الكبرى. قال: "التقطت الصورة في بداية ديسمبر 2023، ودائماً كان لدي رغبة في التقاط صور البراكين. ذهبت لعدة دول مثل آيسلندا لهذا الغرض، لكن تصوير البراكين يحتاج للوجود في الوقت المناسب. في أحيان كثيرة، يمنعني الوقت المستغرق للوصول من الوجود في اللحظة المناسبة".
بعد وصوله إلى صقلية سمع أصوات تشبه الهزات الأرضية، أخذ كاميراته وتوجه إلى مكان البركان. اضطروا لتغيير مكان التقاط الصور بسبب الشظايا البركانية المتطايرة. وأضاف: "وقع اختياري علىها عند الإعلان عن "القوة" ثيمة للدورة الـ14 لأنها بالفعل تعبر عن القوة من بين مئات الصور التي التقطها بسبب مثالية المشهد بتقسيمه الذي يجمع ثوران البركان والثلوج".
كان جيانفيراري راضياً جداً عن الصورة التي قدمها، حيث قضى سنوات في مطاردة اللحظة المثالية. اعتبر الدخول ضمن الفائزين وحده إنجازًا وشعر بالسعادة لدرجة لا توصف عندما علم بفوزه. وأكد: "حتى الآن لا أصدق أنني حصلت على هذه الجائزة العالمية المميزة، لأن لا توجد جائزة تقارن بها".
جيانفيراري يريد عيش لحظة السعادة دون التفكير في المستقبل، مشيرا إلى أن الفوز سيمنحه الدافع لمواصلة تطوير نفسه في التصوير وتقديم الأفضل. حيث أنه يختار رحلات التصوير مرة أو مرتين شهريًا فقط، فهو يحتاج لتقديم الأفضل في كل مرة، وهو أمر ليس بالسهل لكونه يعمل وظيفة يومية.
وصف جيانفيراري علاقته بالتصوير كهواية تحولت إلى هوس، إذ يعشق تجاوز التحديات ويبذل قصارى جهده ليحقق النجاح في التصوير. جيانفيراري خضع لدورات تدريبية ويحرص على تحديث معداته باستمرار، فقد أصبحت التقنيات الحديثة عوامل مساعدة بشكل كبير للمصورين.
يهتم جيانفيراري بتوثيق الطبيعة، ويصور الطيور والحيوانات أيضًا. بدأ حياته المهنية بالتصوير التجريدي والمعماري لكن الحياة اليومية والناس ليسوا محور عمله الأساسي. جيانفيراري يضع خطة إعداد شاملة لرحلاته، ويمنح التحضير 90% من العمل، حيث يبدأ بوضع الفكرة واختيار الموقع الأمثل ثم دراسة الجوانب الجغرافية والطقسية والمعدات المطلوبة.
قال جيانفيراري إن أفضل صورة التقطها تطلبت منه سبع سنوات من المحاولات المستمرة، وفي النهاية كانت الصورة تجمع بين ملامح الطبيعة والضباب الذي يميزها. التصوير بالنسبة للمصور الإيطالي هو جزء لا يتجزأ من حياته حيث يمنحه التوازن والصداقات التي لا يحصل عليها في الحياة اليومية.
في النهاية، شدد جيانلوكا جيانفيراري على أن تصوير الطبيعة يمثل تحديًا كبيرًا بسبب الحاجة إلى الصبر والتخطيط المكثف، وبالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها، فإن سيرته الذهنية تجبره على عدم الإضرار بالكائنات أو الطبيعة نفسها من أجل تحقيق لقطة مثالية. يحرص دائماً على أن تمثل صوره انتصاراً بلا أضرار، مؤكداً أن التصوير يثري حياته بطرق لم يتوقعها أبداً.
مواد متعلقة
المضافة حديثا