ماريا الشحي تناضل من أجل البيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

الأحد 21 ديسمبر 2025 - 11:43 م

ماريا الشحي تناضل من أجل البيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

ميساء الشيخ

مرت الطفلة الإماراتية ماريا سالم الشحي بتجربة علاج طويلة منذ ولادتها بسبب متلازمة صحية، إلا أنها استطاعت أن تسجل حضوراً بارزاً من خلال تقديم محتوى بيئي متميز عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما جذب اهتمام الكثيرين بفضل ثقتها بنفسها.

وقالت الطفلة ماريا الشهيرة لدى الجميع إنها واجهت تحديات صحية لكنها لم تثنها عن تحقيق ذاتها، بل زادتها رغبة في البحث عن مكان تعبر فيه عن مشاعرها وقدراتها، وهي تستمتع بالرسم كوسيلة لتعبير عن نفسها وإيجاد الراحة النفسية.

وأوضحت ماريا، البالغة من العمر 10 سنوات وهي في الصف الخامس، أن البداية في ممارسة هوايتها المفضلة، الرسم، لم تكن سهلة. كانت لديها صعوبة في السيطرة على القبضة المطلوبة للرسم، لكنها أصرت على الاستمرار وتطوير نفسها وتعلمت بنفسها من خلال التدريب.

تشارك ماريا حبها لرسم شخصيات الأنمي مثل "ميكاسا" لأنها تراها تتسم بالقوة والشجاعة، وتشعر بأنها تشبهها في العديد من التفاصيل. أيضاً، دخولها عالم صناعة المحتوى على الإنترنت كان بدعم من والدتها.

تحدثت ماريا عن دعم أسرتها ومدرستها والجهات المختلفة، حيث وجدت التشجيع والحب الكبيرين من الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما شجعها على الاستمرار وتطوير نفسها بشكل أكبر.

تقدم ماريا محتوى تثقيفياً بيئياً باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى أعمالها الفنية، وتؤمن بأهمية نشر الوعي البيئي منذ الصغر. وذكرت أن ردود الفعل الإيجابية من المتابعين كان لها الأثر الكبير في تعزيز حماستها للإبداع والاستمرار.

قالت ماريا عن طموحاتها المستقبلية إنها ترغب في أن تصبح مصممة أزياء، لتبرز الزي التراثي الإماراتي بأجمل صورة وألوان. وفي الوقت نفسه، تهدف لأن تكون صانعة محتوى تعبر عن المواطن الإيجابي وتبرز بلدها على الساحة العالمية.

وجهت ماريا رسالة للأطفال بأن الشجاعة هي الصفة الأهم لأي طفل يود التخصص في صناعة المحتوى، مشددة على أن لا شيء مستحيل للأطفال بالإمارات، ومع التجربة والخبرة يحققون ما يطمحون إليه.

أشارت والدة ماريا إلى أن ابنتها لديها حب للظهور أمام الكاميرا منذ الصغر، ولم تعاني من رهبة الظهور. وقد بدأ ذلك عندما لاحظت أن ماريا كانت تستعمل الهاتف بثقة لتصوير وتحدث بثقة أمام الكاميرا.

رغم معاناتها من رحلة علاج طويلة، إلا أن التأثير النفسي لم يكن كبيراً على ماريا، التي استطاعت التكيف مع وضعها بسلام، ووثقت والدة ماريا بإمكانية ابنتها على الاستمرار في استكمال العلاج بكوريا وتقبل واقعها.

واجهت ماريا موقفاً لصغر نوع من التنمر في المدرسة، ولكن تم التعامل مع الأمر بسرعة وحسم، مما وضع حداً للتنمر، وأصبحت ماريا تتميز بين أقرانها بفضل دعم مدرستها وأسرتها.

توضح والدة ماريا أن دعم الأسرة كان مصبوبًا لتعزيز ثقة ماريا في نفسها، وليس للضغط عليها، مما ساعدها على ترسيخ الإيمان بقدراتها والسعي إلى الأمام رغم التحديات.

تُعَدُّ تجربة ماريا نموذجًا ملهمًا للأطفال الإماراتيين، حيث تحولت التحديات الصحية إلى مصدر للإبداع والطموح، بدعم مستمر من الأسرة والبيئة التعليمية المحفزة ومهاراتها الفنية المتميزة.


مواد متعلقة