البريء البريطاني: 40 عاماً سجناً ظلماً ولن أسامح الشرطة أبداً
الخميس 20 نوفمبر 2025 - 07:17 ص
يواصل البريطانيون النقاش حول الشخص الذي أمضى حوالي 40 عاماً في السجن قبل أن تتضح براءته. وفي أحدث تطورات القضية، أشار الرجل إلى أن الشرطة "خدعته واعتدت عليه" لإجباره على الاعتراف بجريمة لم يكن له يداً فيها، مما جعله يفقد سنوات من حياته بين الجدران.
ووفقاً لتقرير جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية، تُعتبر قضية بيتر سوليفان، الذي خرج مؤخراً من السجن بعمر 68 عاماً، "أسوأ حالة لإساءة تطبيق العدالة في تاريخ بريطانيا".
صرح سوليفان، الذي سُجن ظلماً على مدى أربعة عقود: "الشرطة خدعتني حتى اعترفت". اتهم ضباط الشرطة البريطانية بالاعتداء الجسدي لإرغامه على الاعتراف بجريمة قتل لم يرتكبها.
ووفقاً لـ"التلغراف"، فإن مطلب سوليفان الوحيد حالياً هو اعتذار الشرطة البريطانية عن الخطأ الفادح الذي ارتكبته، والذي تسبب في بقائه حوالي أربعين عاماً في السجن.
تم إطلاق سراح بيتر سوليفان (68 عاماً) في وقت سابق من هذا العام بعد قضاء 40 عاماً في السجن بتهمة قتل فتاة تدعى ديان سيندال.
أثبتت أدلة الحمض النووي التي تم الكشف عنها بفضل التقدم العلمي أن الشخص الذي ارتكب الجريمة هو رجل مجهول الهوية، حيث اعتدى جنسياً على الفتاة البالغة من العمر 21 عاماً وقتلها أثناء عودتها إلى منزلها في ميرسيسايد في عام 1986.
يسعى سوليفان الآن للحصول على تعويض واعتذار رسمي من شرطة ميرسيسايد بسبب ظلمه في السجن لعقود عديدة.
وفي أول تصريح له منذ إطلاق سراحه، قال: "لا أستطيع مسامحتهم على ما فعلوه بي، لأنه سيظل محفوراً في ذاكرتي مدى الحياة. يجب أن أعيش مع هذا العبء حتى أحصل على اعتذار علني عن الخطأ الذي ارتكبه كل من كان لهم دور في قضيتي."
وأضاف: "كل ما أريده هو اعتذار يفصح عن سبب معاملتهم لي بهذا الشكل، من شرطة ميرسيسايد وكل من له شأن بالقضية. لقد فقدتُ حريتي، وفقدتُ والدتي ووالدي، ولم أتمكن من الوقوف بجانبهما في الأيام الأخيرة."
ادعى سوليفان أنه تعرض للضرب على يد رجال الشرطة في زنزانته، حيث "جلدوه" للحصول على اعتراف. قال: "وضعوا البطانية فوقي، وضربوني بالهراوات لكي أتعاون معهم."
في الأول من أغسطس عام 1986، قُتلت الفتاة سيندال بعد اعتداء جنسي في زقاق، حيث كانت تمشي بعد نفاد البنزين من سيارتها.
بعد ذلك، تم القبض على سوليفان ووجهت إليه التهم، وأُطلق عليه اسم "وحش بيركنهيد" أو "الرجل الذئب" بسبب وجود علامات عض على جسد الضحية. قال: "سيظل هذا اللقب يلاحقني على الرغم من أنني لم أكن يوماً كذلك."
ادعى سوليفان أن الشرطة هددته بأنه إذا لم يعترف سيُتهم بـ"35 جريمة اغتصاب أخرى". قال إنه حُرم من الأكل والنوم، واعترف دون وجود محام للاعتراف، لكنه تراجع لاحقاً، قائلاً إنه اعتراف غير صحيح لأن "الضغط أجبرني على الاستسلام."
أثناء فترة سجنه، مُنع سوليفان من حضور جنازة والدته التي دُفنت في نفس مقبرة الضحية. قال إنها كانت بمثابة حافز له على عدم الاستسلام أبداً، وذكر أنها في يوم وفاتها قالت له: "استمر بالدفاع عن نفسك لأنك لست مذنباً."
طرح سوليفان قضيته لأول مرة أمام لجنة مراجعة القضايا الجنائية في عام 2008، لكن طلبه قوبل بالرفض. أعاد الطلب في عام 2021 بعد اكتشاف الدلائل الجنائية الجديدة التي أثبتت وجود الحمض النووي لرجل مجهول في مكان الحادث.
في مايو الماضي، ظهر سوليفان باكياً بعد إلغاء إدانته. قال إنه يشعر بالأسف تجاه عائلة الضحية سيندال، وعرض "الوقوف إلى جانبهم" إن أرادوا.
وأضاف: "أشعر بالأسف الشديد عليهم وعلى ما يمرون به حالياً، إذ عادوا إلى نقطة البداية دون معرفة من هو الجاني الحقيقي الذي أزهق حياة ابنتهم."
مواد متعلقة
المضافة حديثا