كنوز الشجرة الأم الإماراتية: من أصالة التراث إلى رحاب العالمية
الإثنين 18 أغسطس 2025 - 03:15 ص

تحتل التمور في الثقافة الإماراتية مكانة متميزة، فهي جزء من التقاليد والتراث. تعتبر التمور غذاءً أساسياً ومصدراً مهماً للعناصر الغذائية، وارتبطت بحياة الإنسان القديمة بسبب شجرة النخيل التي شكلت مكانة اقتصادية هامة في الماضي.
التطور الاقتصادي والتكنولوجي في الإمارات حافظ على أهمية النخيل والتمور. الإمارات، باعتبارها واحدة من الدول الرائدة في إنتاج التمور، طورت صناعات متعددة تعتمد على التمور، مثل صناعة الحلويات والمخبوزات والمشروبات. يمزج هذا بين الطابع التراثي والإبداعي مع الذوق العالمي.
يُعتبر التمر رمزًا للكرم والضيافة في المجتمع العربي، وهو جزء أصيل من العادات والتقاليد المتوارثة. هذه العلاقة بين التمور والقهوة العربية تعبر عن أهمية حضورهما معًا. ولهذا السبب يكمل التمر القهوة، على الرغم من اختلاف الطعم بين الأول الحلو والثانية المرّة.
الأمثال الشعبية تعكس هذا الارتباط بين التمور والمجتمع الإماراتي، مثل القول: "التمر قناد الدلة". كذلك تؤكد أمثال أخرى أهمية العمل والاجتهاد للحصول على الرزق مثل: "اللي ما يزرع الدباس ما ياخذ بنات الناس". وتتناول أمثال أخرى جودة التمور، مثل: "حتى في الخلاص حشفة".
مهرجانات التمور لها مكانة هامة في الإمارات، فهي تروّج للثقافة التراثية وتسهم في جذب السياح. أبرز الفعاليات تشمل مهرجان ليوا للرطب، الذي أقيمت دورته الـ21 في يوليو الماضي بحضور واسع، وضمت فعالياته 24 مسابقة.
فعالية "دبي للرطب" التي نظّمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عززت من مكانتها كمبادرة تراثية سنوية تجمع بين الماضي والمستقبل. أطلق في هذه الدورة صنف جديد خاص بصنف "حلوة دبي"، مختبرات الإمارات وفرت هذه الأنواع النادرة من التمور للمستهلكين.
وفي أواخر يوليو وأغسطس أقيم مهرجان "ليوا عجمان للرطب والعسل"، حيث اجتذب المشاركين من دول الخليج والعالم العربي، ليصبح منصة إقليمية بارزة تعزز مكانة التمور كمصدر غذائي وثقافي.
مهرجان العين للتمور، الذي أُقيم في يناير في واحة الهيلي، ركز على أهمية النخيل في التاريخ العربي ومدينة العين التي ازدهرت زراعة النخيل فيها بفضل جهود القادة الإماراتيين السابقين. سجل المهرجان استقبال 12,000 كجم من التمور، وحقق مبيعات تجاوزت المليون درهم.
الدورة التاسعة من "مهرجان الذيد للرطب" في يوليو 2023، اجتذبت كبار مزارعي النخيل والمنتجين من مختلف أنحاء الإمارات. الفعاليات ركزت على تعزيز الوعي بأهمية التمور كمنتج محلي وتقليدي، فيما شهدت "دبي للرطب" اختتام دورتها الثانية بنجاح كبير.
الإمارات، ضمن جهودها لتعزيز اقتصادها المحلي والثقافة التراثية، تنظم عددًا من الفعاليات التي تسلط الضوء على تراث النخيل والتمور. هذه المهرجانات تلعب دورًا في التعريف بالتراث الإماراتي والاحتفاء به على الصعيدين المحلي والدولي.
ثقافة التمور، رغم التطورات والتغييرات، لا تزال جزءًا من الهوية الثقافية في الإمارات، وهي رمز للضيافة والكرم. الذاكرة الشعبية سجّلت عددًا كبيرًا من الأمثال المرتبطة بالنخلة، التي تظل جزءًا من الحياة اليومية والتقاليد المتوارثة.
في النهاية، تعتبر التمور أكثر من مجرد فاكهة؛ فهي رمز للعطاء والكرم الأصيل الذي يربط الماضي بالمستقبل. المهرجانات المتكررة في الإمارات تؤكد على التزام الدولة بالحفاظ على تراثها وتطويره لمواكبة الاحتياجات العصرية والاقتصادية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا