الإطلاق الإماراتي لاستراتيجية جديدة لتعزيز الهوية الوطنية
الخميس 06 نوفمبر 2025 - 07:51 م
أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية بالتعاون مع وزارة الثقافة ومكتب المشاريع الوطنية في ديوان الرئاسة. تأتي هذه الاستراتيجية كجزء من الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025، التي تعقد في أبوظبي. تعد هذه المبادرة خطوة هامة لتعزيز الهوية الوطنية الإماراتية في مختلف القطاعات.
أعلن الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، خلال الجلسة الخاصة بعنوان "إرث وأمانة"، عن استراتيجية الهوية الوطنية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز الهوية الوطنية في مجالات متعددة، بما يعكس رؤية القيادة الإماراتية في جعل الهوية محورًا رئيسيًا في الحياة اليومية للمجتمع.
شهدت الفعالية تنظيم معرض تفاعلي بعنوان "هويتنا الوطنية: إرث وأمانة"، والذي يقدم تجربة حية توضح مفهوم الهوية الوطنية ودورها في تعزيز الوعي بالقيم والمكونات الثقافية للمجتمع الإماراتي. يهدف المعرض أيضًا إلى تشجيع تبني الهوية الوطنية في العمل الحكومي والمجتمعي.
حضر الجلسة عدد من الشخصيات البارزة مثل سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم. خلال الحدث، تم تسليط الضوء على أهمية الهوية الإماراتية كوسيلة لتحقيق الاستقرار والازدهار في المجتمع.
تركز الاستراتيجية على تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية الإماراتية وترسيخ التلاحم والأسري والمجتمعي. كما تهدف إلى تعزيز حضور الإمارات على الساحة الدولية من خلال الترويج لقيم ومكونات الهوية الوطنية.
تهدف الرؤية الوطنية الشاملة إلى تعزيز مبادئ التلاحم والتناغم بين المواطنين والمقيمين في الإمارات. يتضمن هذا الجهد غرس قيم الانتماء وتقديم الدعم للمجتمع لتعزيز التماسك الاجتماعي.
تستند الاستراتيجية إلى ثلاثة محاور أساسية: تحديد مكونات الهوية الوطنية وتطوير إطار استراتيجي لتعزيز حضور الهوية في مختلف القطاعات وتطوير نموذج الحوكمة ومؤشر للقيم الوطنية.
تم تطوير الاستراتيجية بالتعاون مع أكثر من 40 جهة حكومية محلية واتحادية، مما ساعد في الوصول إلى تعريف موحد للهوية الإماراتية التي تستند إلى القيم الإسلامية والأخلاق السامية.
تتكون الهوية الوطنية الإماراتية من ست ركائز أساسية: القيم والأخلاق الإسلامية، اللغة العربية واللهجة الإماراتية، الاتحاد والوطن، التراث والعادات والتقاليد، التاريخ والجغرافيا والذاكرة المشتركة، والأسرة الإماراتية.
كما حددت الاستراتيجية خمس قيم أساسية تعبر عن جوهر الشخصية الإماراتية وهي: الاحترام والتواضع، الطموح والمثابرة، الانتماء والمسؤولية، التلاحم والتعايش، والعطاء والإنسانية في خدمة المجتمع.
تم تحديد سبعة أبعاد لنقل الهوية الوطنية إلى مختلف فئات المجتمع، وهي: اللغة والثقافة، التعليم، الأسرة والمجتمع، الدين الوسطي والتعايش، الإعلام، الاقتصاد، السياسة والحكومة.
تتضمن الاستراتيجية 13 مبادرة رئيسية تغطي مجالات اللغة، الثقافة، التعليم، الأسرة، المجتمع، الإعلام والاقتصاد. من بين هذه المبادرات دمج عناصر الهوية في المناهج الدراسية وتعزيز الهوية في الأسرة الإماراتية.
كما تم تطوير مؤشر لقياس مستوى الاعتزاز بالهوية الوطنية، يركز على قياس الشعور والمعرفة والسلوك، مما يضمن تناغم الجهود واستدامة الأثر الوطني.
في إطار تنفيذ الاستراتيجية، ستؤسس لجنة الهوية الوطنية لتنسيق الجهود بين الجهات المعنية وضمان تكاملها ضمن إطار وطني موحد لتعزيز الهوية الإماراتية على المستويين المؤسسي والمجتمعي.
صرحت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان بأن الهوية الوطنية ليست مجرد مشروع عابر، بل هي مسيرة حياة تعيش في المجتمع. تشدد على أهمية الأطفال والشباب كامتداد طبيعي للهوية الثقافية والرؤية الإماراتية المستقبلية.
أكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي أن استراتيجية الهوية الوطنية تمثل التزام الإمارات ببناء إنسان واثق بجذوره وثقافته، وممارسة مفهوم الهوية كثقافة مجتمعية حية في الحياة اليومية.
تمثل استراتيجية الهوية الوطنية نقلة نوعية في مسيرة الإمارات، حيث تحول الهوية من تراث تقليدي إلى قوة دافعة للازدهار، وتعزز تماسك المجتمع تحت مظلة الانتماء والتفاهم لتعزيز المستقبل المشترك.
مواد متعلقة
المضافة حديثا