قرقاش: ترابط الأمن الخليجي والضم الفلسطيني خطًا أحمرًا

أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أهمية التوصل لحل يضمن الأمن لكل من إسرائيل ودولة مستقلة قادرة على الحياة للفلسطينيين في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية على قطر أحدثت تحولاً في فهمنا لأهمية أمن الخليج، موضحاً أن استقرار الخليج يعتمد على التعاون المتبادل بين دول المنطقة. وتابع قائلاً: يجب اعتبار أي محاولة لضم الأراضي الفلسطينية خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.

خلال مستعرضته في قمة رويترز نكست الخليجية في أبوظبي، شدد قرقاش على الفرصة الكبيرة التي يوفرها وقف إطلاق النار في غزة لتغيير المسار التقليدي للصراع في المنطقة، مؤكدًا أنها فرصة سانحة للبدء في نهج جديد.

أوضح قرقاش أن الأراء المتطرفة حول القضية الفلسطينية أصبحت غير مجدية، ويجب تبني نهج يوفر الأمن لإسرائيل، بجانب إقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة.

وتساءل مستندًا على تجارب اليمين الإسرائيلي: هل سنواصل التمسك بآراء متطرفة رغم إثبات عدم جدواها؟ مؤكدًا مرة أخرى أن التطرف في القضية الفلسطينية لم يعد له مكان. وأوضح أن أي مساعي لضم الأراضي الفلسطينية ستُواجه بتسمية خط أحمر.

شدد الدكتور قرقاش على ضرورة توازن الجهود بين تحقيق الأمن لإسرائيل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وضمان مقومات الحياة لها. واعترف بالدور المهم الذي لعبته القيادة الأمريكية في تحقيق الهدنة واستعادة الاستقرار في غزة.

بينما اعتبر قرقاش أن الحوارات المباشرة لم تؤد إلى نتائج ملموسة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف أنه حان الوقت للتركيز على إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.

وأكد أن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل منحت الإمارات تأثيراً كبيراً في الشأن الفلسطيني، ودعا إلى الاستمرار في الجهود السياسية لحماية مسار وقف إطلاق النار، كما شدد على التزام الإمارات في تحقيق توازن مستدام بين الأمن الإقليمي والحقوق الفلسطينية.

بخصوص الاتهامات الإسرائيلية لقطر، قال قرقاش إنها تشكل تحذيراً لأهمية الأمان في منطقة الخليج، وبيَّن أن الإمارات ترى ترابطاً ووحدة في أمن الخليج العربي يمتد بين كل دول المنطقة.

أوضح أن موقف الولايات المتحدة يظل محورياً في دعم أمن الخليج وتوجيه العملية السياسية في المنطقة، وأشار إلى ضرورة الحفاظ على دور الولايات المتحدة لضمان استقرار الخليج.

حول السودان، دعا قرقاش إلى وقف إطلاق النار الفوري والعودة إلى مسار انتقال مدني يلغي السيطرة العسكرية. وعبّر عن أمله في أن يتمكن السودان قريباً من استقبال الجهود الإنسانية الإماراتية التي تُمارس في غزة.