التغير المناخي يرفع أسعار الغذاء في بريطانيا 30% بحلول 2050
الأربعاء 30 يوليو 2025 - 07:14 ص

تواجه بريطانيا تهديدًا متزايدًا بشأن أزمة المناخ، مما يؤثر على تقلبات الطقس، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة أسعار الغذاء بأكثر من الثلث بحلول عام 2050.
حذر معهد "أوتونومي"، وهو مركز أبحاث، من تأثير مالي على الأسر البريطانية، حيث يمكن أن تدفع الزيادة في أسعار الغذاء الناجمة عن تغير المناخ ما يقرب من مليون شخص إلى الفقر إذا لم تتدخل الحكومة بشكل عاجل.
وأشار المعهد إلى أن المملكة المتحدة تتعرض بشكل خاص لمخاطر متزايدة بسبب موجات الحر والجفاف، مما يؤدي إلى تعطل إنتاج الغذاء وسلاسل التوريد، وهذا يؤثر سلبا على المستهلكين من خلال ارتفاع الأسعار في المتاجر.
أظهرت الأرقام الرسمية في بداية هذا الشهر أن معدل التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة ارتفع أكثر من المتوقع إلى 3.6% في يونيو، حيث زادت أسعار الوقود والمواد الغذائية من الضغط على الأسر.
حذرت شركات التجزئة الكبرى في بريطانيا من أن الحر والجفاف قللا من محاصيل الفاكهة والخضروات، مما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم في الشهر الماضي.
كما ارتفع سعر الشوكولاتة في رفوف المتاجر الكبرى بالمملكة المتحدة بسبب ضعف المحاصيل نتيجة درجات الحرارة القصوى بغرب أفريقيا، بينما ارتفعت أسعار القهوة بسبب الظروف الجوية السيئة التي أثرت على الإنتاج في البرازيل وفيتنام.
وفقا لتحليل المناخ وتدفق التجارة الداخلية والدولية والنمذجة الاقتصادية، خلص باحثو "أوتونومي" إلى أن زيادة موجات الحر والجفاف تعرض المحاصيل الأساسية للخطر وتزيد من التضخم.
أكد العلماء أن الانهيار المناخي الناتج عن حرق الوقود الأحفوري جعل المملكة المتحدة أكثر عرضة للفيضانات والجفاف، بينما تأثرت أسعار الغذاء وضعف المحاصيل والصراعات.
نحو نصف المواد الغذائية المستهلكة في بريطانيا مستوردة، مما يجعل الأسر عرضة لصدمات المناخ التي تؤثر على أسعار الغذاء من الدول الرئيسية مثل إسبانيا وفرنسا والبرازيل.
كما أدى الطقس السيء إلى خفض إنتاج الخضروات بالمملكة المتحدة بنسبة 12% في عام 2023، وفقا للتقرير الذي حذر من أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على المنتجين الأوروبيين والرئيسيين عالميا.
وأكد التقرير أن الأسعار قد ترتفع بنسبة 34% بحلول 2050، في ظل أسوأ سيناريو للانبعاثات العالية، بينما في أفضل سيناريو حيث تقتصر درجة الحرارة على 1.5 درجة مئوية، يمكن أن يصل التضخم إلى 25% بحلول 2050.
العائلات ذات الدخل المنخفض ستتأثر بشكل غير متناسب، حيث تنفق حصة أكبر من ميزانيتها الشهرية على أساسيات مثل الخبز والأرز واللحوم.
قد تكلف موجات الحر في المملكة المتحدة الأسرة المتوسطة ما بين 917 و1247 جنيهاً استرلينياً بحلول عام 2050، مما يجعل الحاجة إلى استجابات حكومية أكثر إلحاحا.
حذر المعهد أنه في حال لم تبذل الحكومة جهودا لتقليل تأثير ارتفاع الأسعار بنسبة 34%، قد يُضاف مليون شخص آخر إلى دائرة الفقر.
حث رئيس المعهد، ويل سترونغ، الحكومة على اتخاذ مجموعة من التدابير لحماية البريطانيين، بما في ذلك توفير مطاعم عامة، وتشجيع توفير "مخزونات احتياطية" للسلع الأساسية.
أشار سترونغ إلى أن التضخم المناخي لم يعد خطرًا بعيدا، بل واقعًا حاليًا، وأكد الحاجة إلى بناء مرونة اقتصادية حقيقية، وتوفير الضروريات الأساسية وتقديم خدمات من القطاع العام لتخفيف الأثر.
كما أكد التقرير أن موجات الحر في المملكة المتحدة قد تتسبب في تكاليف تتراوح بين 917 و1247 جنيهاً استرلينياً لأسرة متوسطة بحلول 2050، في حال لم تتخذ الحكومة التدابير اللازمة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا