زيادة الاعتقالات بين المهاجرين في المحاكم بالولايات المتحدة

الخميس 31 يوليو 2025 - 08:01 ص

زيادة الاعتقالات بين المهاجرين في المحاكم بالولايات المتحدة

ناصر البادى

تناول تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أوضاع المهاجرين في الولايات المتحدة، وكيف قامت هيئة الهجرة والجمارك بتوسيع نطاق اعتقالاتها في محاكم الهجرة بعد إلغاء برنامج الهجرة في عهد الرئيس السابق جو بايدن. يتم نقل المهاجرين لمحاكم يؤيد قضاتها سياسة الرئيس الحالي، دونالد ترامب في الترحيل السريع.

يروي التقرير قصة الكوبي جيروم الذي سافر من كاليفورنيا إلى تكساس في رحلة تستغرق نحو 1609 كيلومترات لمواجهة قضية زوجته جيني في محكمة الهجرة. كانت جيني تتوقع الحصول على البطاقة الخضراء بعد هروبها من كوبا نهاية عام 2024.

دخلت جيني الولايات المتحدة بطريقة شرعية عبر برنامج «وان سي بي بي» الذي أُلغي لاحقاً، وتمكنت جيني من تقديم طلبها للحصول على الإقامة الدائمة. لكن جيروم شعر بالقلق عندما تبدل موعد محاكمتها دون تفسير وانتشرت أخبار اعتقال المهاجرين في المحاكم.

عندما حضرت جيني لمحاكمتها، سعى المدعي العام لترحيلها وطلب رفض قضيتها دون سبب واضح، كذلك دعم القاضي قضيتها وحدد موعدًا آخر في أغسطس 2026. لكن فور خروجها، اعتقلها عملاء حكوميون، وتركوها في حالة غموض. الآن جيني تحتجز في سجن المهاجرين، ومن المقرر إعادة النظر في قضيتها الشهر المقبل.

يتكرر هذا السيناريو في محاكم الهجرة في الولايات المتحدة، حيث يجري اعتقال المهاجرين بسهولة ويتم ترحيلهم بسرعة. وتضغط إدارة ترامب على إدارة الهجرة والجمارك للقيام بنحو 3000 اعتقال يومياً، مما يعادل عشر أضعاف ما كان عليه الوضع في آخر سنة من عهد بايدن.

وجد عملاء الهجرة هدفاً سهلاً في محاكم الهجرة للأشخاص الذين قضوا أقل من سنتين في الولايات المتحدة، حيث يتم احتجازهم بهدف ترحيلهم السريع. يتعاون العملاء مع محاميهم لرفض قضايا المهاجرين في المحكمة، وعندها يحتجز المهاجر بالعودة من المحكمة.

كشفت الغارديان أن هيئة الهجرة تستهدف أشخاصاً كجيني الذين لاتزال قضاياهم قيد النظر في المحاكم. كما تمتد عمليات الاعتقال لتشمل من قضى أكثر من سنتين في الولايات المتحدة والذين لديهم سندات قانونية للبقاء.

بعد اعتقال المهاجرين، يتم احتجازهم في مراكز مكتظة غالباً ما تكون بعيدة عن أسرهم ويواجهون صعوبة في الحصول على محامين. يعانون من ظروف سيئة في السجون مما يساهم في تقليل رغبتهم في الدفاع عن حقوقهم القانونية.

تُرسل السلطات المهاجرين من محاكم شيكاغو إلى ميسوري، فلوريدا وتكساس حيث تدعم القضاة سياسة ترحيل ترامب، مما يعني أنه يمكن أن ينتهي بهم المطاف بعيدًا عن عائلاتهم.

يواجه المهاجرون مخاطر إذا تغيبوا عن المحاكمات، كما أن هؤلاء الذين يجرؤون على الحضور في المحكمة يواجهون إجراءات تعسفية من قبل المدعي العام الذي يسعى لرفض قضاياهم بسرعة.

في مكان آخر في تكساس، محكمة الهجرة في سان أنطونيو، تم رفض قضية عائلة لديها طفل حيث تم تحذيرهم من إمكانية اعتقالهم خارج قاعة المحكمة، لكن لحسن حظهم تمكنوا من مغادرة المحكمة بأمان.

تستهدف اعتقالات إدارة الهجرة والجمارك عادة البالغين العزاب، مما يؤثر على أفراد الجاليات الذين يعتمدون عليهم في الولايات المتحدة. وتطلب منهم إدارة ترامب الرحيل بأنفسهم قبل إجبارهم على ذلك

في نهاية المطاف يتم التحفظ على هؤلاء الأشخاص في مراكز احتجاز بدون حقوق قانونية، حيث يتزايد الفجوة بينهم وبين عائلاتهم. الأيام الصعبة تظل تخيم على المهاجرين في الولايات المتحدة، وسط السياسات التي تفضل الترحيل السريع والاحتجاز القسري.


مواد متعلقة