مصريون يعيدون إحياء كنز الفرعون الذهبي ببريق جديد

الثلاثاء 08 يوليو 2025 - 04:43 ص

مصريون يعيدون إحياء كنز الفرعون الذهبي ببريق جديد

ليلى زكريا

في طفولته، قضى مُرمِّم الآثار المصري عيد مرتاح ساعات طويلة في تصفح كتب التاريخ وقراءة كل ما يتعلق بالملك توت عنخ آمون، مستمتعاً بفك رموز الهيروغليفية ومازحاً بخيال طموحه ليوم يتمكن فيه من لمس قناع الملك الذهبي.

بعد سنوات، وجد مرتاح نفسه في مكانه الذي طالما حلم به، وهو يزيل الغبار عن مقصورة الذهب الخاصة بالملك، تحضيراً لنقلها إلى المتحف المصري الكبير.

أوضح مرتاح لوكالة فرانس برس أن شغفه بمقتنيات توت عنخ آمون دفعه لتخصصه في دراسة الآثار، مشيراً إلى أن العمل على هذه المجموعة كان هدفاً سعى لتحقيقه لسنوات، وقد تحقق ذلك الحلم.

يعد مرتاح واحداً من فريق يتجاوز 150 مرمماً وأكثر من 100 عالم آثار، يعملون بتفانٍ منذ أكثر من عشر سنوات على ترميم الآلاف من القطع الأثرية استعداداً لعرضها في المتحف المصري الكبير الذي بدأ العمل عليه منذ عام 2002.

كان من المقرر افتتاح المتحف، الذي تكلف إنشاؤه مليار دولار، في الثالث من يوليو الحالي، لكن تم تأجيل الافتتاح إلى نهاية العام الحالي.

يتطلع المتحف، المبني أسفل أهرام الجيزة، لاسقبال نحو خمسة ملايين زائر سنوياً، عند افتتاحه.

يحتوي المتحف على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، ومن بين أهم معروضاته يأتي "مختبر الترميم الحي" الذي سيكون محط اهتمام للزائرين على مدى السنوات الثلاث المقبلة، حيث سيشاهدون عملية ترميم المركب الشمسي للملك خوفو.

مع ذلك، تظل المجموعة الذهبية للملك توت عنخ آمون، التي تشمل 5000 قطعة من مقبرته، الأكثر جذباً للزوار، حيث ستعرض للمرة الأولى كاملة في قاعة واحدة.

بعض من هذه الآثار لم ترمم منذ اكتشافها على يد عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر في عام 1922، الذي استخدم تقنيات ترميم قديمة كانت تسعى للحفاظ على القطع لكنها تسببت في مشكلات مع مرور الوقت.

تقول هند بيومي، مرممة آثار تبلغ من العمر 39 عاماً، إن تقنية الطلاء بالشمع التي استخدمت سابقاً حافظت على القطع في حالتها الحالية، لكن أثرت سلبياً على وضوح التفاصيل الأثرية المهمة للجمهور.


مواد متعلقة