ظاهرة الأطفال السيليكون بحبل سُري وشهادة ميلاد تثير الجدل في البرازيل

الأربعاء 04 يونيو 2025 - 01:16 م

ظاهرة الأطفال السيليكون بحبل سُري وشهادة ميلاد تثير الجدل في البرازيل

زينة خلفان

ظاهرة اقتناء دمى الريبورن في البرازيل تكتسب اهتمامًا متزايدًا، حيث تعتمد هذه الدمى على تفاصيل دقيقة تجعلها تشبه الأطفال الحقيقيين مثل الأوردة والدموع واللعاب، وبعضها يستطيع الرضاعة أو التبوّل. تُصنع من السيليكون أو الفينيل ويمكن أن تصل أسعارها إلى آلاف الدولارات، ما يعكس شعبيتها المتزايدة.

ظهرت دمى الريبورن لأول مرة في الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي، وحققت نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة في البرازيل. يتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية لهذه الدمى إلى 200 مليون دولار بحلول عام 2024، وفقًا لشركة ماركت ريبورت أناليتيكس، مما يدل على الطلب المتزايد عليها في الأسواق العالمية.

الشابة البرازيلية غابي ماتوس البالغة من العمر 21 عامًا، تعتبر من المعجبين الكبار بهذه الدمى. تقيم في مدينة كامبيناس في ولاية ساو باولو، حيث تهتم بدمى الريبورن وكأنها أطفال حقيقيون. حصلت على أول دمية ريبورن من والدها عندما كانت في التاسعة، وتملك حاليًا 22 دمية.

غالبي ماتوس تنشر مقاطع فيديو تُظهر كيفية اعتنائها بهذه الدمى عبر قناتها على يوتيوب، والتي تضم 1.3 مليون مشترك. ومع ذلك، تعرضت مؤخرًا للانتقادات الشديدة من قبل بعض مستخدمي الإنترنت، حيث أشاروا إلى ضرورة علاجها في مستشفى للأمراض النفسية، بينا أنها تعتبر الأمر مجرد هواية لاتصال عاطفي.

في ظل تزايد الجدل حول هذه الظاهرة، برز فيديو على إنستغرام يُظهر ولادة دمية ريبورن، مما أثار التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الظاهرة مجرد هواية غير ضارة أم إشارة إلى سلوك مقلق. الممثلة لوانا بيوفاني علقت مازحة على هذه الظاهرة بأن تربية هذه الدمى قد تكون أفضل من إمكانية التكاثر الفعلي لها.

آلانا جينيروسو هي شخصية بارزة أخرى في مجتمع محبي دمى الريبورن، حيث بدأت في جمع هذه الدمى منذ 22 عامًا. افتتحت متجرًا في كامبيناس يعرض الدمى في حاضنات لحديثي الولادة. تقدم كل دمية بشهادة ميلاد، مشيرة إلى أن الزبائن يشترون "أحلامًا" وليس مجرد دمى عادية.

أثارت هذه الظاهرة اهتمام البرلمان في العاصمة البرازيلية، حيث قُدمت مشاريع قوانين لتوفير دعم نفسي لأصحاب الدمى أو لتقييد استخدامها في تجنب الوقوف في الطوابير من خلال تقديمها كأطفال حقيقيين. حتى أن أحد النواب جلب دمية إلى البرلمان وأشار إليها على أنها "حفيدته".

العالمة النفسية فيفيان كونيا تعتقد أن هذه الظاهرة ترتبط برغبة الأفراد في إيجاد صلة عاطفية للتغلب على الشعور بالوحدة، مشيرة إلى أن تربية هذه الدمى لا تعتبر مشكلة بحد ذاتها ما لم تؤدي إلى أضرار اجتماعية أو عاطفية أو اقتصادية.

تؤكد غابي ماتوس على أن الانتقادات الموجهة إليها تنطوي أحيانًا على إيحاءات تمييزية جنسياً. تقدم الرواية التي تدور حول أنها يتم اتهام النساء بالمرض عندما يهتمون بالدمى، بينما لا تُعلق نفس التعليقات عند الحديث عن الهوايات الذكورية التقليدية مثل كرة القدم أو الطائرات الورقية.


مواد متعلقة