تايلاندية تنشر التقاليد الإماراتية في بلدها وتقول قلبي هنا

الأحد 26 أكتوبر 2025 - 12:20 ص

تايلاندية تنشر التقاليد الإماراتية في بلدها وتقول قلبي هنا

زينة خلفان

لم تكن رحلة الطالبة التايلاندية كنياوي ماستول إلى الإمارات مجرد زيارة تعليمية، بل كانت تجربة تفاعلية عميقة. حققت كنياوي إنجازًا مذهلاً بفوزها بجائزة الجامعة القاسمية للبحث العلمي لعام 2025/2024. لم تكن هذه التجربة مجرد محطة في مسيرتها الدراسية، بل كانت حكاية أثرت في حياتها بشكل لا ينسى.

في خلال فترة دراسية امتدت لأربع سنوات في الجامعة، تجاوزت كنياوي العقبات اللغوية، فتعلمت الفصحى وأتقنت اللهجة الإماراتية بطلاقة. تجربتها أثرت في نفسها بشكل كبير، حيث اكتسبت معرفة جديدة وفهم أعمق للثقافة المحلية وأساليب الحياة في الإمارات.

حكاية كنياوي بدأت من بلدها الأصلي، تايلاند، حيث نشأت محبة للغة العربية وآيات القرآن الكريم. أدركت منذ صغرها ضرورة تعلم اللغة العربية فهمًا وإيمانًا، فبدأت رحلتها عبر الإنترنت حتى صادفت إعلانًا للمنح الدراسية في الجامعة القاسمية بالشارقة.

مع وصولها إلى الإمارات في صيف 2021، اندهشت كنياوي من التقدم الثقافي والإنساني الذي رأته. رغم التحديات المرتبطة بجائحة كورونا والطقس الحار، تأقلمت بسرعة وأصبحت جزءًا من الحرم الجامعي، مستفيدة من البيئة التعليمية المتقدمة.

واجهت كنياوي صعوبة في البداية بسبب تعدد اللهجات، لكنها اعتبرت ذلك تحديًا حقيقيًا لعزيمتها على الاندماج. مع مرور الوقت، أصبحت تتحدث اللهجة الإماراتية بطلاقة، مما أثار إعجاب الناس من حولها الذين أصبحوا يظنونها إماراتية.

لم يتوقف اهتمام كنياوي باللغة العربية على اللهجة فقط، بل امتد إلى الثقافة الإماراتية بكل تفاصيلها، مثل اللباس التقليدي والمأكولات الشعبية. أصبحت ترتدي الزي التقليدي الإماراتي وتعلمت المأكولات المحلية، مما جعلها تشعر بأنها جزء من الهوية الثقافية الإماراتية.

تخرجت كنياوي من الجامعة حاملة في قلبها ذكريات جميلة ونجاحات كبيرة. كانت لديها علاقة صداقة وطيدة مع زميلتها الإماراتية "حصة" وحققت إنجازاً أكاديمياً فورياً، مما أثبت قدرتها على تحدي نفسها ومجتمعها.

خلال مسيرتها في الإمارات، شهدت كنياوي مواقف طريفة، مثل ظهورها في إذاعة الشارقة حيث فاجأت الجميع بقدرتها على التحدث باللهجة الإماراتية. هذا الموقف جعلها تشعر بالفخر والسعادة، وكان تأكيدًا على تطورها اللغوي والثقافي.

رغم عودتها إلى تايلاند بعد تخرجها بثلاثة أشهر، تستمر كنياوي بالمحافظة على ذكرياتها الجميلة في الإمارات. تحلم بالعودة يومًا ما إذا توفرت فرصة عمل مناسبة. تبقى تجربتها في الإمارات جزءًا لا يتجزأ من شخصيتها وهويتها الثقافية.

كنياوي ماستول: كنت أجلس ساعات طويلة مع صديقاتي الإماراتيات، أستمع إليهن وأكرر فأخطئ، ومع مرور الوقت أصبحت أجيد الرمسة الإماراتية بطلاقة وإتقان. كنت أقرأ القرآن منذ طفولتي، لكنني لم أفهم معانيه كما يجب، وعندها أيقنت أن عليّ أن أتعلم العربية، ليس كلغة أجنبية، بل كلغة قلب وإيمان.


مواد متعلقة