ضغوط مضاعفة: تحديات الموازنة بين العمل والأسرة للأمهات العاملات

السبت 23 أغسطس 2025 - 11:44 م

ضغوط مضاعفة: تحديات الموازنة بين العمل والأسرة للأمهات العاملات

ياسر الحمادى

تعيش الأمهات العاملات صراعاً مستمراً لتحقيق التوازن بين العمل ومسؤوليات الأسرة، حيث يواجهون ضغوطاً من ساعات العمل الطويلة ومتطلبات الاهتمام بالأطفال. يصبح الوضع أكثر تعقيداً عندما تكون الأم هي الحاضنة لأحد أصحاب الهمم.

تقترح بعض الخبيرات والأمهات العاملات حلولاً لتحسين جودة حياة المرأة العاملة، منها دعم الزوج في تعزيز التوازن بين العمل والأسرة، وتهيئة بيئة عمل تراعي ظروف الأمهات، إلى جانب تعزيز مفهوم الشراكة بين أفراد الأسرة.

تشير الأم مريم المهري، التي تعمل وتعتني بطفل يعاني من التوحد، إلى مواجهتها تحديات تفوق ما تواجها الأمهات الأخريات. طفلها يعاني من اضطراب في النوم، مما يجعلها تجد صعوبة في الحصول على القدر الكافي من الراحة، وبالتالي بدء يومها بشكل نفسي وجسدي مريح.

توضح مريم أن حالة طفلها تتطلب مراقبة مستمرة، مما يضطرها إلى التكرار في طلب الإجازات، وهذا يؤثر على التزامها بساعات العمل.

كما أن رعاية طفل من أصحاب الهمم تتطلب منها تقليص العلاقات الاجتماعية والمشاركة في المناسبات، مما يزيد من الأعباء النفسية والاجتماعية عليها.

تعاني المهري من صعوبات في التنسيق بين مواعيد جلسات العلاج وساعات العمل، كما أنها تُضطر إلى تقديم استئذانات متكررة نظرًا للنظام الذي لا يسمح إلا بساعات معينة.

تشير إلى تأثير هذه الظروف على مسارها المهني، حيث يؤثر تكرار الغياب على فرص الترقية واستلام المناصب.

تشدد المهري على ضرورة وجود تشريع يضمن حقوق الأمهات اللواتي يعتنين بأطفال من أصحاب الهمم، بما يتضمن مرونة في ساعات العمل والسماح بالعمل عن بعد.

أكدت مريم أنها استطاعت دعم ابنها أكاديمياً، مما ساعد في تميزه بالمدرسة، وخصوصاً في مادة الرياضيات.

تستعرض الأم نجلاء الجناحي تجربتها في التوازن بين العمل وتربية الأبناء، مشيرة إلى أنها تغلبت على التحديات بفضل تنظيم الوقت.

تشير إلى أن مرونة بيئة العمل ساهمت في تربيتها لأبنائها على القيم التي تؤمن بها.

تضيف أن التغيرات في بيئة العمل جعلت التحديات أكبر على الأمهات اليوم، وخصوصاً مع تمدد ساعات العمل.

رغم أنها كانت تستمتع بوقتها مع أطفالها إلا أن المسؤوليات الطويلة تجعل الموظف يشعر بأنه زائر في بيته.

تواجه الأم أميرة مهدي صراعاً نفسياً يومياً بين العمل والأسرة، خصوصاً عندما يتطلب عملها التنقل بين إمارات مختلفة.

تشير إلى أن الغياب الطويل عن المنزل يخلق شعوراً بالتقصير تجاه الأبناء، مما يجعلها تفكر في الاستقالة في بعض الأحيان.

تشدد مهدي على أن إحساسها بالقيمة من خلال العمل يخلق توازناً نفسياً ورضا داخلي لديها.

تتحدث الأم مكية الرئيس عن تغير طموحاتها بعد الأمومة، حيث اضطرت للتخلي عن سعيها لاستكمال دراستها الجامعية بسبب ضغوط العمل.

تشير إلى أنها تبذل جهداً كبيراً لتحقيق التوازن بين الطموح الشخصي ومتطلبات الحياة الأسرية، إلا أن مسؤوليات الأسرة في أحيان كثيرة تدفعها لتقديم أولوياتها عليهم.

تأمل أن يدرك أبناؤها قيمة جهودها كأم عاملة، وأن يقيموا تضحياتها من أجل حياة مستقرة لهم.

تشدد عائشة محمد الملا على أهمية وجود إطار عمل مرن يدعم الأمهات دون أن يعيق مسيرتهن المهنية.

تشير الدكتورة مايا الهواري إلى تحدي السعي وراء المثالية المطلقة وتأثيرها السلبي على المرأة.

تشدد الدكتورة مايا على أن البيئة الأسرية الداعمة تعتبر مفتاحاً للتوازن، مع أهمية توزيع الأدوار داخل الأسرة.

تؤكد منى حماد أن التوازن في حياة الأمهات يتطلب تأهيلاً نفسياً ومجتمعياً ومؤسسياً لتحقيقه.

تُظهر بعض المؤسسات في الدولة التزاماً بتوفير بيئة عمل داعمة للوالدين، من خلال سياسات وإجراءات تعزز التوازن بين العمل والأسرة.


مواد متعلقة