مقاطعة مونتغمري تعاني من توظيف المعلمين بسبب تقليص المنح الفيدرالية

عندما طلبت منطقة تعليمية ريفية في مقاطعة مونتغمري، بولاية ميريلاند الأميركية، مِنحة من الحكومة الفيدرالية للمساعدة على توظيف المدرسين والحفاظ عليهم، قوبل الطلب بالحصول على المعلمة، كيلي بلانكشيب، فقط.

كانت كيلي بلانكشيب تتميز بالطيبة والعلاقة الودودة مع الجميع، وتبلغ من العمر 26 عاماً، وتحمل شهادة في علم الأحياء، وتتطلع لرد الجميل إلى مجتمعها من خلال التدريس.

تمكنت المدرسة، المعروفة باسم "الشرق الأوسط"، من توظيف كيلي لتعليم الصفوف السادسة والسابعة لمدة عامين، إلا أن إحباطات العمل الناتجة عن نظام العمل المتعثر، وسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقليل التمويل، أثرت على فرصها في الحصول على مكافآتها المالية.

ألغت وزارة التربية الأميركية في فبراير الماضي مبلغ 21 مليون دولار، كانت مقاطعة مونتغمري تخطط لاستخدامه في تقديم العلاوات والتدريب وتعزيز توظيف المدرسين والحفاظ عليهم، كجزء من تقليص قدره 600 مليون دولار للمِنح التدريبية للمدرسين.

وفقاً للمسؤولين في المنطقة، يعتقدون أن سبب إلغاء مِنَحهم هو موافقتهم في عام 2023 على الالتزام لإدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، بأنهم سيوظفون قوة عمل متنوعة.

بدأ النظام الدراسي المكون من 3500 طالب، فصله الدراسي الخريفي بنقص 10 مدرسين، وفقاً لمسؤول في المنطقة التعليمية، وموارد غير كافية لتوظيف مدرسين جدد.

أشار مسؤولون في المنطقة التعليمية إلى أن ذلك يعني أن الطلبة سيدرسون في صفوف دراسية أكبر حجمًا مع مدرسين أقل خبرة، وتلقي تدريبات محدودة بعد الأوقات المدرسية.

ووفقاً لبيانات الولاية، تُعتبر نصف مدارس مونتغمري ذات أداء منخفض، وتُظهر البيانات أن المدرسين يفضلون الانتقال للعمل في مناطق أخرى داخل ولاية نورث كارولينا.

تحاول هذه المدارس توظيف المدرسين المستعدين للعمل لديها من دون تمييز أو محاباة، ولا تقدم أي تسهيلات خاصة للمساعدات العرقية في التوظيف.

تعادل قيمة المنح التي فقدت من النظام الدراسي نحو نصف الميزانية التشغيلية لمدارس المقاطعة، وتساعد مقاطعة مونتغمري في المنافسة على توظيف المدرسين من خلال عرض مكافآت تصل إلى 10 آلاف دولار سنوياً.

قال وايد أومان المشرف السابق الذي قدّم طلباً لبرنامج حوافز المدرسين والمديرين، إن الموافقة على توظيف قوة عمل متنوعة كان أمراً بديهياً للمقاطعة وقد منحها نقاطاً إضافية في منافسة المنحة.

قالت المنطقة التعليمية إنها ستعالج قضية التنوع في توظيف المدرسين من خلال زيادة وجودها في معارض التوظيف والفعاليات في الكليات والجامعات.

لفهم تاريخ الازدهار والكساد في مقاطعة مونتغمري، يجب التركيز على شعارها "فرصة ذهبية"، واستضافت ولاية نورث كارولينا أول حملة بحث عن الذهب بعد اكتشاف كتلة ذهبية تزن نحو 28 أونصة عام 1803.

حدث الازدهار التالي بعد نحو قرن من الزمان مع اكتساب صناعة النسيج زخماً، حيث أصبحت مقاطعة مونتغمري مركزاً لغزل القطن وبيعه، خصوصاً في شكل سجاد وجوارب.

مع اتفاق التجارة الحرة في التسعينات، انتقلت وظائف صناعة الجوارب والملابس الداخلية إلى الخارج، مما أدى إلى تقليص القاعدة التجارية في المقاطعة.

تعادل قيمة المنح التي فقدت من النظام الدراسي نحو نصف الميزانية التشغيلية في مدارس المقاطعة.