رؤية القادة الأوروبيين: إنهاء الحرب الأوكرانية بالقوة لتحقيق السلام
الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 04:36 م

يمكن تلخيص رؤية أوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا بأنها تتمثل في "السلام عبر القوة". ولكن يبقى السؤال هنا، هل هي مجرد رؤية أم واقع حقيقي؟
تعتبر أوروبا الحرب بين أوكرانيا وروسيا تهديدًا لأمنها منذ سنوات. لذا قامت بتقديم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، بهدف تحويل قدراتها لتعزيز حمايتها الذاتية.
لكن التغيير المطلوب كان دائماً يُنظر إليه كهدف بعيد المدى. إدارة ترامب كانت متعجلة للتوصل إلى اتفاقية سلام مع روسيا، مما يشير إلى الحاجة الملحة لأوروبا لضمان أمنها.
قال الباحث في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية، رافائيل لوس، إنه سؤال مهم. وأضاف السفير جيرارد أراود أن الأوروبيين ليسوا مستعدين للتضحية من أجل أوكرانيا.
منذ بداية الحرب، كانت السياسة الأوروبية متحفظة ومحكومة بالخوف من رد فعل الرئيس بوتين. رغم أن الأوكرانيين هم خط الدفاع الأول لأوروبا.
فرضت أوروبا عقوبات اقتصادية أدت إلى تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، كما قدمت مساعدة دفاعية لأوكرانيا.
لكن هناك اتهامات للقادة الأوروبيين بالتقصير في تقديم المساعدات الكافية لأوكرانيا ومنع التحايل على العقوبات المفروضة على روسيا.
في الأسبوع الماضي، عند وصول الرئيس زيلينسكي إلى بروكسل، أكد القادة الأوروبيون على استمرار الضغط الاقتصادي على روسيا.
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تحدثت عن خطط لتطوير صناعة دفاعية محلية في أوكرانيا، مما سيستغرق سنوات لتحقيقه.
همس بعض الأوروبيين في اجتماع بالبيت الأبيض في أغسطس بأنهم مستعدون لنشر قوات في أوكرانيا. لكن النقاش لا يزال جاريًا حول تفاصيل هذه القوات.
فرنسا والمملكة المتحدة تقودان مجموعة من الدول لمراقبة أي اتفاق سلام مستقبلي بين روسيا وأوكرانيا، مع مواجهة صعوبات كبيرة في هذا الصدد.
كانت فرنسا والمملكة المتحدة في مقدمة "ائتلاف الراغبين"، حيث اقترح البعض نشر القوات في أوكرانيا، لكن الفكرة تواجه تحديات عديدة.
أكدت باريس ولندن أن نهاية النزاع ضرورية، بالرغم من أن فكرة نشر الجنود الأوروبية لا تزال قيد البحث.
رئيس حكومة أستونيا أعرب عن استعداده لنشر جنوده، بينما أبدت الدنمارك والنرويج اهتمامًا بنشر قواتها بعد وصول السلام.
المملكة المتحدة مستعدة للمشاركة في قوة استكشافية، على الرغم من عدم ارتباطها بشكل رسمي بحلف الناتو، فهي تضم عدة دول يمكن نشرها لدعم الناتو.
أبدت فنلندا عدم رغبتها في نشر جنودها، ولكن تُفضل الحفاظ على أمن الحدود مع روسيا. بينما رفضت بولندا إرسال قواتها لأوكرانيا.
لم تُظهر ألمانيا وإيطاليا استعدادًا لنشر قواتها. وأشار مدير مكتب بروكسل إلى أن البرلمان الألماني لن يُوافق على هذه الخطوة.
ألمانيا عانت من نقص القوات لتلبية التزامات الناتو، بالإضافة إلى أن الثقافة السلمية لا تزال سائدة والعديد من المواطنين يعارضون الحرب.
السبب الرئيسي لعدم إرسال ألمانيا جنودها هو غياب الولايات المتحدة عن تأمين دعمها العسكري الكافي في حالة التصعيد مع روسيا.
اقترحت إيطاليا ضمانات تشبه ضمان "الناتو" تشمل الولايات المتحدة، مقترحة نشر القوات داخل أوكرانيا أو مشاركة الحلفاء في القتال.
تشمل الفكرة تأمين جماعي يتفعل إذا بدأت روسيا القتال، حيث يدعي سياسي بريطاني أن الجنود الأوروبيين لن يحاربوا فعليًا في أوكرانيا.
استخدام الطائرات بدون طيار غيّر ميدان المعركة في أوكرانيا. لم يعد الأمر متعلقًا بإرسال الدبابات بل باستخدام التقنيات المتطورة.
قد ينظر الأوروبيون لاتفاقية تنهي الحرب في أوكرانيا لكن تشجع هجوم روسيا على دول أوروبية أخرى، مما قد يفاقم الأزمة.
في جميع الأحوال، تظل أوكرانيا في خط المواجهة الأوروبية مع مصير غير واضح، خاصة في ظل وجود رئيس أمريكي صعب التنبؤ بتصرفاته.
كتبت المقالة بواسطة انشال فوهرا في مجلة "فورين بوليسي".
الدعم الاستخباراتي والجوي من واشنطن قد يكون قائمًا، لكن التزامها في الحرب يظل غير مؤكد.
مواد متعلقة
المضافة حديثا