ميناء كولومبيا يعاني نقص المياه بسبب تراجع مستوى نهر الأمازون
الخميس 11 سبتمبر 2025 - 05:48 ص

تُعتبر مدينة ليتيسيا، الواقعة في قلب الغابة، المنفذ الوحيد لكولومبيا إلى نهر الأمازون. ومع تغير مجرى النهر، قد تصبح المدينة قريباً في مأزق، مما يُزيد من التوترات الحدودية مع بيرو المجاورة.
الجفاف والترسيب وتعرجات النهر الثاني الأكبر في العالم يدفع هذا الممر المائي تدريجياً نحو الجنوب، مبتعداً عن كولومبيا. دراسة أجرتها البحرية الكولومبية تتوقع أنه في غضون خمس سنوات، قد تصبح ليتيسيا مدينة حبيسة.
يشير السكان المذعورون إلى أنه على الرغم من وجود مطار في ليتيسيا، لا توجد طرق سريعة تربط المدينة التي تضم 55 ألف نسمة بأي منطقة أخرى في البلاد. تصل معظم المواد الغذائية والإمدادات عبر القوارب من بيرو والبرازيل.
يقول سانتياغو دوكي، أستاذ علم الأحياء في فرع ليتيسيا بالجامعة الوطنية الكولومبية: "نعتمد على التجارة اليومية بين الدول الثلاث للبقاء على قيد الحياة، فالنهر أساسي".
المنطقة المحيطة بليتيسيا تُعرف باسم "الحدود الثلاثية" لأن النهر يُشكل الحدود مع بيرو، بينما تقع مدينة تاباتينغا البرازيلية بجوارها. المدينة مقصد للسياح ومرشدين القوارب والمتسوقين من البلدان الثلاثة.
يُقال إن السكان في تلك المنطقة يتناولون الإفطار في كولومبيا، والغداء في بيرو، والعشاء في البرازيل. لكن أجواء حسن الجوار بدأت تتلاشى مع قلق كولومبيا بشأن الوصول إلى النهر.
مع تدني مستويات المياه، تم توسيع رصيف الشحن في ليتيسيا مرات عدة ليصل إلى النهر. لكن خلال موسم الجفاف، يبقى الرصيف على أرض جافة مما يجعل الرافعات والآلات الأخرى غير صالحة للاستخدام.
في أحد الأيام، عملوا على تفريغ حمولة القوارب يدوياً، حاملين الصناديق والأكياس لمسافة 30 متراً وصولاً للشاحنات. هذا يُؤثر على التجارة ويزيد من التكاليف.
أعمال مثل هذه تبدو وكأنها تعود بالزمن إلى القرن الثامن عشر، حسب ما قاله رجل أعمال من ليتيسيا.
لعقود، تجاهل المسؤولون هذه المشكلة، لكن الوضع تغير الشهر الماضي، وسط نزاع حدودي مع بيرو حول جزيرة سانتا روزا.
الحدود بين بيرو وكولومبيا رُسمت بموجب معاهدة عام 1922، لكن سانتا روزا تشكلت عام 1974 ولم تُخصص لأي من البلدين. الجزيرة موطن لحوالي 3000 بيروفي، بينما تطالب كولومبيا بها أيضاً.
عندما رفع الكونغرس البيروفي فجأة وضع سانتا روزا من قرية إلى مدينة، عبر الرئيس الكولومبي عن احتجاجه وسافر إلى ليتيسيا للإصرار على أن "كولومبيا لا تعترف بسيادة بيرو على سانتا روزا".
تأجيج المشاعر القومية ممارسة شائعة لدى السياسيين، خاصة مع النزاعات الإقليمية التي لا تزال تشكل مصدر قلق للكولومبيين.
نهر الأمازون كان دائماً موضع خلاف بين كولومبيا وبيرو، وفي الحقيقة تأسست ليتيسيا على يد الجيش البيروفي في القرن التاسع عشر.
رغم انتقال ملكية ليتيسيا إلى كولومبيا، اندلعت حرب حدودية قصيرة عام 1932 بين البلدين.
يقول أستاذ القانون الدولي بجامعة روزاريو في بوغوتا إن النزاعات على الحدود النهرية شائعة، مشيراً إلى ضرورة عقد محادثات لحسم الخلافات.
مواد متعلقة
المضافة حديثا