الإمارات تبرز كنموذج ناجح في تحسين الصحة والتعليم ومستوى المعيشة

الإثنين 12 مايو 2025 - 10:19 ص

الإمارات تبرز كنموذج ناجح في تحسين الصحة والتعليم ومستوى المعيشة

ضاحى بن سرور

حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على مكانتها الرائدة إقليمياً، ضمن الدول التي تتمتع بتنمية بشرية مرتفعة جداً، وفقاً لتقرير مؤشر التنمية البشرية لعام 2025، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تقدمت الإمارات عربياً وعالمياً حيث صعدت إلى المرتبة الـ 15 بين 193 دولة، متفوقة على دول مثل كندا والولايات المتحدة واليابان وأستراليا وكوريا.

شكلت الإمارات الدولة العربية الوحيدة في قائمة أفضل 20 دولة في العالم، مما يعد إنجازاً كبيراً يؤكد التزامها برؤية تنموية شاملة. ترى الإمارات الإنسان كمركز للسياسات الوطنية وتسعى لتحقيق نظام متكامل يخدم قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم ومستوى المعيشة. هذا النموذج المتميز يعزز مكانة الإمارات كنموذج يحتذى به في الاستدامة والبناء لمستقبل يعتمد على الفرص والتمكين.

جاء التقرير بعنوان "مسألة قرار: الإنسان وفرص عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث حصلت الإمارات على 0.94 نقطة وفقاً للمؤشرات الأربعة الرئيسية. تحقق الدولة في مؤشر متوسط العمر المتوقع عند الولادة 82.9 سنة. تعكس نتيجة الإمارات في مؤشر التعليم 15.6 سنة لعدد السنوات المتوقع للدراسة و13 سنة لمتوسط سنوات الدراسة.

وبالنسبة لمؤشر نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي، فقد بلغ 71,142 دولار أمريكي، مما يعكس نمو الاقتصاد والعمل اللائق. تلك المؤشرات تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أولتها الإمارات أهمية فائقة لتوفير حياة كريمة لمواطنيها.

أكد وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبد الرحمن بن محمد العويس، أن صحة الإنسان هي في صميم أولويات التنمية لدولة الإمارات. واعتبر أن ريادة الإمارات في تقرير مؤشر التنمية البشرية لعام 2025 تعكس التفاني في توفير منظومة صحية متكاملة تضمن وصول الأفراد إلى خدمات صحية رفيعة، مضيفاً أنها تتماشى مع رؤية الإمارات لبناء مستقبل صحي ومستدام للأجيال القادمة.

من جهة أخرى، أكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في الإنسان. وأوضحت أن الإمارات تبنت سياسات تعليمية مرنة تتماشى مع التحديات العالمية وتهيئ الأجيال للمستقبل وتجعلها قادرة على المنافسة والابتكار.

أضافت أن الإمارات لا تمتلك نظام تعليمي تقليدي فقط، بل تستثمر في عقول الشباب الإماراتي المفكرة المتسلحة بالمعرفة، لجعلهم مؤهلين لقيادة المستقبل المتدرج في عالم الذكاء الاصطناعي والتحول المعرفي.

أوضحت حنان منصور أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، أن الإمارات وضعت نموذجاً تنموياً فريداً يضع الإنسان في قلب الخطط والسياسات. النظام يعتمد على الصحة والتعليم والابتكار لتأسيس مستقبل مزدهر وشامل.

وأكد التقرير أن تقدم الدولة في مؤشر التنمية البشرية يبرهن على نجاح سياساتها التنموية المستدامة، والتي تهدف لتحسين نوعية الحياة لمواطنيها، وهو ما يعزز من مكانة الإمارات دولة رائدة في مجال التنمية المستدامة.

كما يلقي تقرير التنمية البشرية الضوء على أدوات الذكاء الاصطناعي وتزايد تأثيرها على مسارات التنمية، مؤكداً على ضرورة تطبيق سياسات إنسانية تضع الصحة والتعليم في مقدمة استراتيجياتها، حيث يُعَد رأس المال البشري مفتاح النجاح.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات سجلت ثالث أعلى معدل عالمي في صافي تدفقات الهجرة من المهنيين في الذكاء الاصطناعي عبر منصة لينكدإن لعام 2023، مشيراً إلى قدرة الإمارات على جذب الكفاءات العالمية ومواردها المتخصصة في هذا المجال.

وأبرز أن الدول ذات الدخل المرتفع، مثل الإمارات، تحقق مكاسب صافية مقابل خسائر تتعرض لها الدول ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط. ما يبرز هيمنة الاقتصادات القوية في استقطاب الخبرات، داعية لبناء اقتصاد تشاركي يتعايش فيه الإنسان والذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب.

يجدر بالذكر أن تقرير التنمية البشرية يصدر منذ عام 1990، ويعبر عن مستوى جودة الحياة في المجتمعات وفقاً لثلاثة أبعاد رئيسية وهي الصحة والمعرفة ومستوى المعيشة، مما يساهم في تحليل وتحسين الأداء التنموي للدول المعنية.


مواد متعلقة