تعامل بذكاء مع روبوت الدردشة: كل كلمة تساوي المال

أقر سام ألتمان، المدير العام لشركة "أوبن إيه آي"، أن بعض المجاملات البسيطة مثل قول "من فضلك" و"شكراً" لروبوت الدردشة الخاص بهم تُكلّف الشركة مبالغ غير متوقعة. يرتبط هذا بتكاليف الكهرباء العالية، كما تم نقله عن صحيفة "نيويورك بوست".

وأشار ألتمان إلى أن سؤالاً من مستخدم على منصة "إكس" حول تداعيات هذه السلوكيات المتحضرة على تكاليف التشغيل دفعه للإفصاح عن الخسارة الكبيرة، مؤكداً أن هذه العبارات تكلف الشركة ملايين الدولارات بلا جدوى.

تعتمد برامج مثل "تشات جي بي تي" على نماذج لغوية واسعة النطاق، تجد مقرها في مراكز بيانات تتطلب آلافًا من وحدات معالجة الرسومات. تتطلب هذه العمليات كميات هائلة من الطاقة لتشغيلها بفعالية وكفاءة، مما يجعل الكهرباء أحد العوامل الرئيسية في التكاليف التشغيلية.

تشير التقديرات إلى أن كتابة رد بواسطة الذكاء الاصطناعي يستهلك ما يصل إلى 0.14 كيلوواط/ ساعة من الطاقة، وهو ما يعادل تشغيل 14 مصباح LED لمدة ساعة. ومع مرور الوقت وكثرة التفاعلات، فإن استهلاك الطاقة يتزايد بشكل ملحوظ.

تشير التقديرات العالمية إلى أن مراكز البيانات تمثل نحو 2% من إجمالي استهلاك الطاقة حول العالم. ومع زيادة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وانتشار خدمات مثل "تشات جي بي تي"، يتوقع الخبراء أن يرتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ في المستقبل القريب.

على الرغم من أن البعض قد يرى أن التفاعل المهذب مع روبوتات الدردشة غير ضروري، يؤكد العديد من خبراء الذكاء الاصطناعي أن اللباقة تُحدث تأثيراً إيجابياً في التفاعل. يُوصي كورتيس بيفرز، مدير فريق التصميم في Microsoft Copilot، باستخدام أساليب مهذبة لأنها تعزز ردود محترمة وتفاعلات احترافية.

بحسب بيفرز، لا تقتصر الصياغة المهذبة على إظهار السلوك الحسن، بل تترك أثراً واضحاً على كيفية رد الذكاء الاصطناعي، وتضفي نبرة تفاعلية أكثر احترافية. وأصبحت هذه السلوكيات اللطيفة شائعة ومتزايدة التعامل معها. استطلاع أُجري عام 2024 كشف أن نحو 67% من الأميركيين يلتزمون باستخدام لغة مهذبة عند التفاعل مع روبوتات الدردشة.