راميش بابو: أكثر من نصف قرن في الإمارات بدون غربة

الإثنين 17 نوفمبر 2025 - 07:15 م

راميش بابو: أكثر من نصف قرن في الإمارات بدون غربة

زينة خلفان

المصمم الإعلاني الهندي راميش بابو جزء من ذاكرة دبي البصرية، حيث وثّق بريشته عبر مسيرته لأكثر من خمسين عامًا تطور الإعلانات في الإمارات. من بدايات الرسم اليدوي إلى العصر الرقمي، كانت رحلته تجسيداً لمفاهيم التسامح في الدولة، ليصبح رمزًا من رموز الإبداع الذين شهدوا نهضة الإمارات منذ السبعينيات.

راميش استعاد تفاصيل زيارته الأولى لدبي في حديثه لوكالة أنباء الإمارات. حيث وصل في 16 أبريل 1974 على متن سفينة من مومباي بعد رحلة استغرقت أربعة أيام إلى ميناء راشد، ومن هناك بدأ يبحث عن عمل. بعد أشهر، سمع بوظيفة شاغرة في شركة إعلانات صغيرة يعمل فيها شخصين فقط.

قال: طُلب منه رسم إعلان لشركة آيس كريم رسمياً بالريشة، ألتقت الشركة بعدها وبدأت مسيرته التي امتدت لأكثر من خمسين عاماً. كان راميش في البداية ينفذ كل شيء يدوياً، حيث لم تكن التكنولوجيا متاحة كما هو الحال اليوم.

في عام 1977، أنشأ راميش شركته الإعلانية الأولى في عجمان "نايانا إنترناشيونال"، وتغيير اسمها لاحقاً إلى "آي أدفرتايزينغ" في 1982. في 1992، أطلق شركة "العيون للإعلانات" في دبي، وتعاون خلالها مع كبريات العلامات التجارية في الإمارات.

أعرب عن سعادته بأن الشركات التي كان يعمل معها بدأت صغيرة وأصبحت اليوم بمليارات الدراهم. فخره نابع من كون الإعلان الأول لتلك الشركات خرج من جهوده.

رغم تحديات كوفيد-19 وركود سوق الطباعة، بقي راميش وفيًا لمهنته حتى قرر التقاعد. وقال: أستعد الآن للعودة إلى الهند بعد 51 عامًا في الإمارات، فقد حان وقت الراحة بعد عمر طويل من العطاء.

بمناسبة يوم التسامح في الإمارات، قال راميش بامتنان: هذه الدولة تساعد الجميع. الإمارات هي بلدي، فقد عشت هنا لأكثر من نصف قرن ولم أشعر بالغربة يوماً.

وأشار راميش إلى سهولة الحياة في الإمارات، حيث الجميع متعاونون؛ الأفراد، الحكومة، والدوائر الاقتصادية. إنها دولة آمنة وكريمة تمنح الجميع الفرص لتحقيق النجاح.

كما ذكر راميش في رسالته للشباب، أن العمل في الإعلانات مجال ممتع لمن يحب الفن والتفكير المختلف. موضحاً أن هذه المهنة تكافئ المبدعين، وأكد حصوله على شهادة غينيس للأرقام القياسية لأطول مسيرة مهنية في الإعلانات المطبوعة في الإمارات.

واختتم قائلاً: الإمارات أعطتني الفرصة لاحتضاني واحتضنتني، واليوم أستعد للعودة إلى وطني حاملًا حبها وتسامحها وقصة نجاحي فيها.

16 أبريل 1974 كان يوم وصول راميش لدبي على متن سفينة من مومباي.


مواد متعلقة