الدنمارك تعدل سياسات اللجوء وتغلق الأبواب أمام المهاجرين

الإثنين 17 نوفمبر 2025 - 10:19 م

الدنمارك تعدل سياسات اللجوء وتغلق الأبواب أمام المهاجرين

منى شاهين

في العقد الماضي، تم اتخاذ العديد من التدابير في الدنمارك لردع الأشخاص عن طلب اللجوء، وبرزت "عدم استقرار وضع اللاجئين" كواحدة من أكثر الخطوات فعالية. قبل عام 2015، كان يمكن للاجئين البقاء في الدنمارك لفترة تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات بصفة مؤقتة، لتحول بعدها إلى إقامة دائمة تلقائيًا.

لكن بحلول عام 2015، حيث شهدت أوروبا هجرة واسعة لأكثر من مليون شخص هاربين من الصراعات في بلادهم، خاصةً سوريا وأفغانستان والعراق وإريتريا، قامت الحكومة الدنماركية بتشديد القواعد. أصبحت تصاريح الإقامة المؤقتة تمنح لعام أو سنتين فقط، دون ضمانات لتحويلها إلى دائمة.

للحصول على إقامة دائمة، يتعين على اللاجئين تعلم اللغة الدنماركية والعمل بشكل كامل لعدة سنوات. تتحدث ميشالا بنديكسن من مركز المهاجرين الأوربي عن الوضع بأنه يجعل اللاجئين يشعرون وكأنهم زوار مؤقتين وغير متأكدين من مستقبلهم في الدنمارك.

سياسات الهجرة الدنماركية تجذب الانتباه بعد أن أبدت الحكومة البريطانية رغبتها في تبني نهج مشابه لتقليل جاذبية بريطانيا كمقصد لطالبي اللجوء. رغم انتقادات المنظمات الدولية، يبدو أن القيود الصارمة حققت الهدف المرجو منها.

في عام 2014، وصل حوالي 14,792 طالب لجوء إلى الدنمارك، أغلبهم من سوريا وإريتريا. لكن بحلول 2021 انخفض هذا العدد إلى 2,099 طالبًا ليعود للارتفاع قليلاً في 2024. من بين 100 ألف تصريح إقامة في الدنمارك العام الماضي، كان 1% فقط للاجئين الذين كان أغلبهم من أوكرانيا.

يشير النقاد إلى أن سياسات الهجرة أثرت سلبًا على سمعة الدنمارك الدولية، حيث يرى البعض أن دمج الأفكار اليمينية الشعبوية في حكومة يسارية وسطية أثر على مبادئ الدنمارك الشهيرة بحقوق الإنسان.

عندما تولت ميته فريدريكسن رئاسة الحكومة في 2019 وعدت بخفض عدد طالبي اللجوء إلى الصفر. رغم الاضطرابات في السياسة الداخلية، استطاعت فريدريكسن الحفاظ على موقفها المتشدد بشأن الهجرة.

كانت البداية تحت إشراف لارس لوك راسموسن في 2015، حيث تم إعادة صياغة قواعد الإقامة المؤقتة والتركيز على الترحيل بدلًا من الاندماج كمحور للخطاب الرسمي. ومع مرور ست سنوات، لا تزال فريدريكسن متمسكة بموقفها كقائدة يسار الوسط.

تعبر ميشالا بنديكسن عن أن ما تفعله الدنمارك هو سياسة الردع لتخويف اللاجئين من اختيار الدنمارك كمأوى. هذه السياسة وضعتها الدنمارك لهدف تقليص عدد اللاجئين واختيارهم لوجهات أخرى بعيداً عن الدنمارك.


مواد متعلقة