تحدي القراءة: استنشاق عبير الأوطان عبر حروف اللغة العربية

الأحد 26 أكتوبر 2025 - 01:27 ص

تحدي القراءة: استنشاق عبير الأوطان عبر حروف اللغة العربية

ضاحى بن سرور

تحدث عدد من أبطال الجاليات في تحدي القراءة العربي 2025 عن المبادرة واعتبروها جسراً حضارياً يربط الطلبة العرب في الدول الغربية بجذورهم في العالم العربي. وأكدوا أنها تمنحهم الفرصة لاكتشاف جمال لغتهم الأم وتجديد ارتباطهم بالهوية والثقافة العربية.

قالوا إن الأمهات هن القلب النابض وراء نجاح الأبناء في تحدي القراءة العربي، ويمثلن السر الحقيقي في الحفاظ على اللغة العربية في المنازل. وسط ازدحام اللغات والثقافات، تبقى الأم العربية حارسة الذاكرة والهوية، تزرع في أبنائها حب العربية من خلال القصص اليومية.

قال المشاركون: جنات أركان محمد الرميمة (الصين)، يارا موسى عيد (نيوزيلندا)، زيد سرحان (فرنسا): "لم يكن تحدي القراءة العربي مجرد مسابقة تهدف لزيادة الكتب المقروءة، بل هو مشروع حضاري وثقافي يعيد الاعتبار للغة العربية كوعاء للهوية ومنارة للمعرفة".

أضافوا: "في المجتمعات الغربية، حيث يعيش الملايين من العرب في بيئات متعددة اللغات والثقافات، تحول التحدي إلى رافعة ثقافية تحافظ على اللغة العربية في وجدان الأجيال الجديدة، وتمنحهم وسائل التعبير عن انتمائهم بفخر وثقة".

أشاروا إلى أن المشاركة في التحدي لم تكن تنافساً قرائياً فقط، بل رحلة وجدانية ومعرفية أعادت إليهم صوت الحكايات الأولى ودفء اللغة، أصبح الكتاب العربي نافذة تطلّ بهم على تاريخهم ومرآة تعكس انتماءهم وفخرهم بلغتهم الأم.

أعاد تحدي القراءة العربي للغة العربية مكانتها واعتبره رغد محمد زياد دودي (هولندا)، محمد مافونغال (الهند)، وسندس الهندي (إيرلندا) فرصة لإحياء الروح الثقافية العربية، وجعلها حاضرة في أذهان الأجيال الجديدة.

أكدوا أن المشاركة في التحدي تضمنت تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية العربية، حيث باتت اللغة وسيلة تواصل مع الجذور، ووسيلة للتعبير عن الأفكار بإحساس من الحرية والفخر.

رأوا أن الأمهات يلعبن دوراً محورياً في تمكين الأبناء من اللغة العربية، وتعزيز القراءة اليَوْمِيّ. أشاروا إلى أن الأم ليست مشجعة فقط بل مربية لغوية وموجهة فكرية توجه الأبناء نحو حب الكلمة والعربية كجسر يربطهم بأصولهم الثقافية.

تواجه اللغة العربية في المهجر تحديات متزايدة وفق تيم العليوي (لوكسمبورغ)، نوار موعد (النرويج)، وبراء رضوان الزعيم (البرازيل)، لكن تحدي القراءة العربي يواجه هذه الصعوبات بفعالية، ويحفز الأطفال على اكتشاف ثقافتهم وتقدير لغتهم.

بتعبيرهم، القراءة بالعربية تعيد لأبناء الجاليات العربية جذورهم، وتجعل الكتب نافذة لأرواحهم على تراثهم وتاريخهم، ما يعزز حبهم وفخرهم بلغتهم الأم وهويتهم الأصيلة.

خديجة الحوسني من وزارة التربية والتعليم لاحظت تحقيق مستويات متقدمة في القراءة والفهم بين المشاركين، مشددة على قوة انتمائهم الثقافي، وقدرتهم على التفاعل بين لغتهم الأم والأخرى.

قالت إن المنافسة هذا العام أظهرت حماساً وتقديراً كبيراً للمهارات الأكاديمية والشخصية، وأكدت أن اللغة العربية ليست وسيلة للتواصل فقط، بل حامل للهوية والقيم الثقافية.

أشارت إلى أن الربط بين القراءة والواقع وفهم الرسائل الأخلاقية والإنسانية كانت مؤشرات مهمة للنجاح، وأكدت أن تحدي القراءة العربي ليس اختباراً لغوياً فقط، بل يعزز القدرة على التفكير النقدي والانفتاح الثقافي مع الحفاظ على الهوية العربية.


مواد متعلقة