أسد البندقية التاريخي الصيني يثير موجة من الجدل

الأحد 07 سبتمبر 2025 - 07:38 ص

أسد البندقية التاريخي الصيني يثير موجة من الجدل

ليلى زكريا

هل من الممكن أن يكون التمثال المشهور لأسد البندقية المجنح في ساحة القديس مرقس أثرًا صينيًا؟ هذه الفرضية قُدمت من فريق من الباحثين الإيطاليين في دراسة حديثة.

يُشكل هذا التمثال البرونزي واحدًا من أشهر رموز البندقية، حيث يجذب سنويًا ملايين الزوار إلى الموقع الذي يعد أعلى أحد العمودين المطلّين على البحيرة في المدينة الإيطالية.

يبقى أصل التمثال لغزا محيرًا، حيث لا يتماشى شكله مع التقاليد المحلية في ذلك العصر، فمن الواضح أنه شهد حياة سابقة قبل تركيبه في الساحة، إذ كانت أجنحته مختلفة وأذناه أقصر ووجود قرنين على رأسه.

وأضاف ماسيمو فيدال، من جامعة بادوفا وأحد المشاركين في الدراسة، في بيان: "لا نعرف كيف وصل التمثال إلى البندقية، أو أين تم إعادة تشكيله، أو من قام بصنعه، أو حتى متى تم وضعه على العمود الذي نراه حتى اليوم".

لم يُذكر التمثال سوى في وثيقة تعود إلى 14 مايو 1293، عندما كان في حاجة إلى إصلاح. يُقال إن العمود الحجري الذي وُضع عليه الأسد قد وصل إلى البندقية قبل عام 1261.

للتحليل وكشف اللغز، تمت دراسة نظائر الرصاص، والتي تُستخدم في علم الآثار لتتبع أصول المعادن وربطها برواسب خامها الأصلية.

كانت النتائج مفاجئة، حيث تبين أن خام النحاس المستخدم أُستخرج من منطقة نهر يانغتسي السفلي في الصين، ما يُشير إلى مصدر أشرقي مما كان متصورًا سابقًا لأصل التمثال، الذي ظُنّ أنه من مسبك محلي في القرن الثاني عشر أو من أبعاد أخرى مثل الأناضول أو شمال سورية خلال عصر هلنستي.

وفقًا لمعدي الدراسة، قد يكون التمثال في الأصل جزءًا من إعادة تجميع لمخلوق يُعرف بـ"زنموشو" الحارس في سلالة تانغ (618-907)، حيث تتصف هذه الكائنات بمواصفات مثل "خطم الأسد" و"عرف ملتهب" و"قرون وأجنحة منتصبة".

وتشير الدراسة إلى أنه رغم استخدام مواد مختلفة، إلا أن مخلوقات "زنموشو"، التي بقيت محفوظة، تتشابه في شكلها العام مع أسد البندقية، خاصة في تفاصيل الخطم المنتفخ والطريقة التي تُركب بها الأذن والتجعدات الواضحة على الجبهة.


مواد متعلقة