«قروبات العمل» تتسلل إلى وقت الأسرة بمهام خارج الدوام

يعاني العديد من الموظفين في الشركات الخاصة من مشكلة تلقي مهام وظيفية خارج ساعات العمل المحددة لهم، حيث يتم التواصل معهم عبر تطبيقات الهاتف من قبل مسؤوليهم حتى بعد العودة إلى منازلهم.

تحدث العاملون عن خوفهم من رفض هذه المهام حتى لا تتأثر علاقتهم مع مسؤوليهم، مما قد ينعكس سلباً على وظائفهم.

وفقاً للعديد منهم، أكدوا أن الوقت المخصص للعمل يهيمن على حياتهم بشكل كبير، حيث تأتيهم المهام في أوقاتهم العائلية، مما يسبب لهم حرجاً أمام أسرهم.

خصصت القضية للحديث عن تبعات التواصل المستمر بين الموظفين ومديريهم خارج أوقات العمل، ونبهت إلى الأعباء النفسية والاجتماعية المتزايدة جراء مثل هذه الطلبات المتكررة.

وقد ناقشت القضية القانونية بعض التفاصيل، حيث ذكرت محامية أن التواصل المتكرر خارج ساعات العمل يعتبر تجاوزاً للحدود المتعارف عليها، مما قد يؤدي إلى المساءلة القانونية.

وأكدت المحامية أن هناك العديد من الشكاوى التي وردت من موظفات يعانين من الضغط نتيجة التواصل المستمر من مسؤوليهم بأوقات غير ملائمة.

في مثال حي، تم تناول حالة موظفة مطلقة اضطرت لتقديم استقالتها بسبب تكرار المكالمات، وكذلك حالة أخرى لزوجة واجهت مشكلة مع زوجها جراء مكالمات للعمل في أوقات غير معروفة.

تحدثت القوانين المحلية عن ضرورة احترام أوقات الدوام وتجنب الاستفادة من وسائل الاتصال لغرض إزعاج الآخرين أو مخالفة للقوانين.

المحامية الأخرى أكدت على أهمية تحديد أوقات العمل واحترامها من قبل الجميع لتجنب العبء النفسي والاجتماعي الذي قد يؤثر على مهنة الموظف.

نبهت المحامية إلى قضايا قانونية تنشأ عن التواصل غير المهني، مشددة على أهمية الحفاظ على حدود العلاقات المهنية وعدم تجاوزها.

دعت إلى وضع سياسات تنظيمية داخل المؤسسات لتحديد آلية التواصل بعد الدوام الرسمي، وضبط المكالمات في الحالات الطارئة فقط.

وفي النهج النفسي، ذكر استشاري الصحة النفسية أن التواصل الوظيفي المستمر يشكل إرهاقاً ذهنياً ويمنع الموظف من الاسترخاء بعد انتهاء المهام.

وأوضح الاستشاري أن هذه الحالة تؤدي إلى اضطرابات في النوم واحتراق نفسي تدريجي وشعور بالإجهاد المزمن.

كما أشار إلى التحديات التي تواجه الموظفات المتزوجات خاصةً بسبب تداخل الأدوار الوظيفية والعائلية وضغط العمل الذي يسببه الهاتف.