لماذا يبدو الوقت أسرع كلما ازداد عمرنا؟
الأحد 26 أكتوبر 2025 - 02:54 م
يشعر العديد من الناس أن السنوات تمر بسرعة أكبر مع تقدمهم في العمر. هذا الشعور لم يكن مفهومًا بالنسبة للعلماء لفترة طويلة.
لكن دراسة دولية حديثة قدّمت تفسيرًا علميًا لهذا الإحساس الشائع. قامت بتحليل النشاط الدماغي لمجموعة من المتطوعين أثناء مشاهدتهم لحلقة من المسلسل الكلاسيكي "ألفريد هيتشكوك يقدّم".
نشرت الدراسة في مجلة Communications Biology، واستندت إلى بيانات مشروع Cam-CAN في جامعة كامبريدج، المتخصص في دراسة علوم الأعصاب والشيخوخة.
شارك 577 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و88 عامًا في مشاهدة حلقة مدتها 8 دقائق بعنوان "قف! أنت ميت". وتم تصويرهم بالرنين المغناطيسي الوظيفي لرصد استجابات أدمغتهم أثناء تغير أحداث القصة.
اختار الباحثون هذه الحلقة بالذات لأنها تُحدث تزامنًا عاليًا في النشاط الدماغي بين المشاهدين. وهذا يجعلها مناسبة لدراسة إدراك الوقت.
تمكن العلماء من قياس عدد المرات التي انتقل فيها دماغ كل مشاهد بين حالات نشاط مختلفة أثناء المشاهدة.
أظهرت النتائج أن أدمغة كبار السن سجلت تبدلات أقل في أنماط النشاط مقارنة بالشباب. مما يعنى أن دماغهم يسجل أحداثًا أقل خلال الوقت نفسه.
وفقًا للدراسة، أن هذا السبب يجعل الناس يشعرون بأن الوقت يمر بشكل أسرع كلما تقدموا في العمر.
ذكرت الدراسة: "إذا سجل الدماغ أحداثًا أقل، تُدرك فترة الحياة كأنها أقصر". وهي نتيجة تتوافق مع قول أرسطو قبل قرون بأن المزيد من الأحداث يجعل الزمن يبدو أطول.
مع ذلك، يرى العلماء أن هذا الشعور ليس حتميًا. يمكن للإنسان "إبطاء الوقت" نسبيًا من خلال خوض تجارب جديدة، مثل السفر أو التعرف على أشخاص جدد أو ممارسة أنشطة جديدة.
لأن الدماغ في هذه الحالة يسجل أحداثًا أكثر ويخلق نقاط زمنية أوضح في الذاكرة.
ببساطة، تلخص الدراسة الفكرة بأن الحياة لا تصبح أسرع فعلًا. بدلاً من ذلك، يتباطأ دماغنا في تسجيل تفاصيلها. ما لم نستمر في ملئها بتجارب جديدة تبقي إحساسنا بالزمن حيًا ومتجددًا.
مواد متعلقة
المضافة حديثا