التونسية السلوقية: الإنقاذ من تهديد التهجين

الإثنين 30 يونيو 2025 - 10:30 ص

التونسية السلوقية: الإنقاذ من تهديد التهجين

راشد مطر

تحث ألفة عبيد البيطرية خطاها في جولة صباحية على شاطئ منطقة رأس أنجلة بشمال تونس، ترافقها كلباتها من فصيلة السلوقي المحلية: نمشة، زينة، وزوينة. يعد السلوقي الآن مهددًا بسبب التهجين، مما دفع منظمات مدنية للعمل على تأصيلها وحمايتها.

تقول ألفة (49 عامًا)، بينما تجلس على الرمال تحتضن كلباتها: "السلوقي جزء من ذاكرتنا وتاريخنا.. يجب حمايته لأنه موروث ثقافي من ماضينا وأصولنا." وتشير منظمة "المركزية للأنياب" في تونس إلى ضرورة وضع خطة عمل للحفاظ على هذا النوع من الكلاب.

لا تختلف سلالة السلوقي التونسية عن نظيراتها في المغرب العربي أو الخليج وحتى الدول الأوروبية. تتميز ببنية جسدية نحيلة، سرعة في الجري، رقبة طويلة، رأس رفيع، وأنف مدبب، كما ظهر على رسوم فسيفساء تاريخية توثق مشاهد صيد منذ آلاف السنين.

تختلف الروايات حول تاريخ وصول السلالة السلوقية إلى تونس والمنطقة. المؤكد أنها رافقت البدو الرحّل منذ مئات السنين، كالقبائل في جنوب تونس مثل قبيلة المرازيق. حول السلوقي تدور القصص والقصائد والتي تتغنى بخصاله، وكان العرب يفتخرون بامتلاكه.

قيلت في السلوقي أمثال مثل "اللّي يفكر فيه الذئب حافظُو السلوقي"، في إشارة إلى فطنته ومعرفته بما يفكر فيه الذئب. وكان للسلوقي مكانة مهمة بين مالكيه، يُسمح له بدخول الخيمة والأكل مع صاحبه رغم أن الكلاب كانت تُعتبر "نجسة" في تلك الفترات.

اختارت ألفة عبيد، مربية السلوقي، أن تعيش في بيت بمنطقة رأس أنجلة يطل على البحر للاستمتاع بالشاطئ وممارسة هواية الجري. لكنها قلقة من التهجين الذي يضر السلوقي، حيث يتم جلب سلالات هجينة من خارج البلاد للمشاركة في سباقات السرعة.

تقول ألفة: "إذا لم يُعمل على المحافظة على السلوقي، فقد يندثر في تونس." وتقدر "الجمعية المركزية للأنياب" أن أعداد هذه الفصيلة في تونس تقلصت إلى أقل من 200 خاصة بعد تراجع حياة البدو في الصحراء وزيادة التحضر العمراني.


مواد متعلقة