اختبار الملوخية التونسية للعروس: التحدي الأصعب في المطبخ العربي
الإثنين 16 يونيو 2025 - 12:14 م

تُعتبر الملوخية أحد الأطباق الفريدة في المطبخ التونسي والمطبخ العربي بشكل عام، ليس فقط لمكوناتها، بل للرمزية الثقافية والاجتماعية التي تحملها. تحضّر الأمهات والجدات هذا الطبق بصبر وحب، وتقدم على مائدة مليئة بالقصص والضحكات لتعبّر عن غذاء للمعنى والانتماء أكثر من كونه غذاء للجسد.
تتميز عملية إعداد طبق الملوخية في تونس بطقوس خاصة تحتفظ بطابع احتفالي في كل بيت، نظراً لارتباطها بالمناسبات العائلية المهمة. تُطحن أوراق الملوخية المجففة وتُقلى ببطء مع الزيت حتى تُحمّص وتفوح رائحتها لتملأ المنزل، معلنةً عن تحضير وليمة استثنائية تنعش الروح قبل البطون.
بعد تحميص الملوخية، يُضاف الماء لها مراراً، ثم يُضاف اللحم والتوابل المحلية وأوراق الغار والثوم ومعجون الطماطم. تُطهى الملوخية على نار هادئة لساعات حتى تظهر الزيوت على السطح. يُقدم الحساء الكثيف مع لحم البقر أو الخروف أو "الكرشة"، ويغمس فيه الخبز البلدي مباشرةً.
الملوخية في تونس ليست فقط ذات قوام كثيف ونكهة غنية، بل تميزها عن الملوخية المطبوخة في دول عربية أخرى حيث تقدم خضراء وخفيفة مع الأرز والدجاج. النسخة التونسية أكثر تماسكاً بالقوام والنكهة.
تحضّر الملوخية في بعض الأحيان لاختبار جاهزية "العروس" في الطهي. تعتبر "من تتقن إعداد الملوخية تتقن كل شيء"، فالدقة والصبر هما جوهر هذا الطبق. أدنى خطأ في التحضير يمكن أن يفسد القوام أو الطعم، ما يجعل إعدادها تحديًا لمدى مهارة الطباخة.
الملوخية تحمل مكانة خاصة في العائلة، فهي طبق يرتبط بالفرح ويُعد خلال الاحتفالات، كالسنة الهجرية، أو عودة أحد أفراد الأسرة من السفر. تحضّر دائماً بنفس الصبر والاهتمام لتكون أيقونة للدفء العائلي.
رغم انتشار مظاهر الحداثة والعادات السريعة في المطبخ، تحتفظ الملوخية بمكانتها في المطبخ التونسي. يحرص الجيل الشاب من النساء على تعلم طريقتها وإتقان مراحل إعدادها من الأمهات والجدات، في مسعى للحفاظ على التراث والاهتمام بالتفاصيل الثقافية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا