قلعة مويدن: سجن مخيف يتحول إلى وجهة سياحية مشوّقة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 06:24 ص

قلعة مويدن: سجن مخيف يتحول إلى وجهة سياحية مشوّقة

زينة خلفان

مع حلول الليل على سماء هولندا، تتجلى في الأفق قلعة تاريخية محصنة بشكل كبير، تُحاط ببحيرة من المياه السوداء.

يتحرك التاكسي المائي من فودريشم القريبة، ويندفع نحو القلعة. الآن، الصوت الوحيد هو صفير الرياح حول "قلعة مويدن" المهيبة، ببوابتها المغلقة بإحكام.

يمتلك الضيف المفتاح، لكن يظل التساؤل إن كان ذلك كافيًا لفتح البوابة الضخمة. وفي لحظة ما تتحرك البوابة، ليجد الزائر نفسه وحيدًا مع الأشباح في الداخل.

خلف الأبواب المغلقة، تنتشر الطيور والمواشي حول البرك الطبيعية، بمكانها المنعزل تمامًا عند ملتقى نهري فال وماس، حيث تقف القلعة شاهقة، جدرانها العارية سمكها يزيد عن المتر.

كانت القلعة سجنًا سياسيًا شهيرًا، من ضيوفها هوغو غروتيوس، الذي تورط في نزاع سياسي عام 1618، فحُكم عليه بالسجن المؤبد.

نسجت ماريا فان رايجرزبيرش خطة لتهريبه في 1621، خبأته في خزانة كتب وأخذوه الحراس خارج القلعة، ليصل لاحقًا إلى باريس.

أما اليوم، تقدم القلعة فرصة للإقامة في أكواخ الجنود التراثية من القرن الثامن عشر، حيث يتمتع الزائر بإفطار فاخر في الصباح.

القصة بها تفاصيل عجيبة عن كونت هولندا، فلوريس الخامس، الذي اقتنى القلعة عام 1285 ولكنه قُتل بها عام 1296، نتيجة مؤامرة نبلاء منافسين.

يعتبر قصر "دورن مانور" من أهم المعالم السياحية، بتصميماته الداخلية الثمينة وأثاثه الفريد، مقر الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني حتى وفاته 1941.

رفات الإمبراطور فيلهلم الثاني موجودة في ضريح بحدائق القصر، بجوار قبور كلابه الخمسة، وفق وصيته، لما يتحقق عودة النظام الملكي الألماني.

بقي المنزل كما كان منذ وفاة الإمبراطور، أثاثه ومدوناته الخاصة محفوظة، حذاؤه وسيجاره ومنفضات السجائر لا تزال في أماكنها، ملابسه لا تزال في الخزائن.

شوكة الإمبراطور الخاصة، تسلط الضوء على إعاقته في الذراع اليسرى المصابة بالشلل، يظهر المرحاض الإمبراطوري رغم بساطته بتلك الفترة.


مواد متعلقة