مشروع إيريس: أستراليا تلتحق بكبار الدول في السباق الفضائي
الأحد 03 أغسطس 2025 - 03:00 م

سباق الفضاء يشتعل مرة أخرى حيث يتخذ شكلًا جديدًا بمشاركة عدد أكبر من الدول مقارنة بالماضي، والمخاطر أصبحت أكبر مما كانت عليه خلال فترة الحرب الباردة. ومن بين الدول المشاركة في هذا السباق الفضائي الجديد، تبرز أستراليا التي تسعى جاهدة للحاق بالركب.
شركة «جيلمور» لتقنيات الفضاء تُعتبر رائدة في مجال الفضاء المحلي في أستراليا، وقد أثار العالم بحدث إطلاق صاروخها «إيريس» في 30 يوليو. كان من المفترض أن ينطلق الصاروخ لأول مرة من ميناء «بوين» الفضائي في ولاية «كوينزلاند»، ولكنه تحطم بعد 14 ثانية فقط من إطلاقه.
أسس الأخوان آدم وجيمس جيلمور شركة «جيلمور» لتقنيات الفضاء عام 2013 في «جولد كوست»، وأصبحت منذ ذلك الحين قائدة في صناعة الفضاء الأسترالية. مع أكثر من 200 موظف واستثمارات متنوعة، تركز الشركة على تطوير الصواريخ الهجينة لحمل الأقمار الاصطناعية الصغيرة. شعار الشركة «كل المدارات، كل الكواكب».
تعرضت محاولات سابقة لإطلاق الصاروخ للفشل، فقد أُلغيْت محاولة إطلاق في مايو بسبب مشكلات هيكلية، وأرجأ الإعصار المداري «ألفريد» محاولة أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري. إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة يصف هذه النكسة بأنها تجربة مفيدة.
تشكل إعادة إطلاق صاروخ «إيريس» خطوة مهمة لأستراليا لتعزيز قدراتها الفضائية لتحقيق السيادة في هذا المجال. في ظل مناخ جيوسياسي متوتر، يُساعد هذا على توفير وصول مستقل للأقمار الدفاعية والتواصلية.
بالإضافة إلى التأثير الاقتصادي الذي يشمل خلق فرص عمل ونمو الصناعة، ساهمت منحة فيدرالية بقيمة 52 مليون دولار في تعزيز سلاسل التوريد المحلية، خاصة في «كوينزلاند» التي أصبحت مركزًا لجذب الاستثمارات في مجال الفضاء.
من الناحية التكنولوجية، يعمل مشروع «إيريس» على تطوير الدفع الهجين والطباعة ثلاثية الأبعاد وقدرات الابتكار التكنولوجي العام في الداخل، متماشيةً مع رؤية وكالة الفضاء الأسترالية لعام 2030 بتمديد التطويرات لتصل بقيمة 12 مليار دولار.
يُجسد صاروخ «إيريس» من شركة «جيلمور سبيس» نهضة الفضاء الأسترالية، وتحطم الصاروخ بعد الإقلاع لن يكون إلا تعقيد مؤقت في مسار النهضة هذه. التطورات المستقبلية ستسمح لأستراليا بمواصلة طريقها في عالم الفضاء.
آدم جيلمور يُعبر عن أمله في أن يدخل الصاروخ التالي المدار بنجاح قريبًا، وأن يحمل الصاروخ فيما بعد أقمارًا صناعية تجارية. يقول أن خطتهم هي إطلاق أربعة صواريخ سنويًا، وزيادة العدد إلى أكثر من 12 سنويًا في المستقبل.
الشركة مُعتمدة بشكل كبير على دعم رأسمال استثماري خاص، إلى جانب دعم حكومي لتمويل مشروع «إيريس»، الذي يعد كإنجاز كبير في مضمار الفضاء التجاري في أستراليا.
عميد كلية الهندسة بجامعة «إديث كوان»، باولو دي سوزا، الذي عمل مع «ناسا» سابقًا، يصف محاولة الإطلاق بأنها خطوة جبارة، على الرغم من أنها لم تحقق النجاح من المحاولة الأولى.
مستثمرون في شركة «جيلمور» يعرفون جيدًا تحديات العملية، وهم على علم بأن الفشل جزء طبيعي من خطوات العملية قبل وصولها إلى مرحلة الإتقان.
جونتي هورنر، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة «جنوب كوينزلاند»، يشير إلى أن الجهات التي أطلقت صواريخ إلى الفضاء اعتمدت نجاحاتها على الفشل السابق، وأكد أن أستراليا ستشهد إطلاق فعال لأقمارها في المستقبل القريب.
التحليل الأولي يشير إلى أن الأنظمة الرئيسة للصاروخ قد عملت بفعالية حتى لحظة الخلل. يجري الفريق الآن دراسة البيانات لفهم السبب وتصحيح الأخطاء في المستقبل.
تمثل مهمة 30 يوليو تتويجًا لسنوات من العمل الجاد من قبل فريق يتجاوز عدده 200 شخص، بوجود دعم من الحكومة والقطاع الصناعي، مع تنسيق محكم مع السلطات والوكالات الفضائية الأسترالية.
فريق العمل يدرس الآن بيانات الرحلة، لتفادي الأخطاء في الإطلاق القادم لصاروخ «إيريس»، متوقعين إطلاقه مجددًا في غضون أشهر قليلة.
آدم جيلمور، الرئيس التنفيذي لشركة «جيلمور»، يوضح أن تحقيق الإطلاق من المنصة يعد خطوة كبيرة في برنامجهم الفضائي الجديد، وقد تم اختبار الأنظمة بنجاح.
وأكد جيلمور أن «إيريس» يستخدم تقنية دفع هجينة خاصة، والتي تُعتبر أكثر أمانًا وأقل تكلفة من الصواريخ التقليدية، وهذا يُعد فائدة للبيئة ولمجال التكنولوجيا الفضائية.
تسعى الشركة لإجراء عدة عمليات إطلاق مستقبلًا، ولكن الأحوال الجوية والمشكلات التقنية تسببت في تأخيرات في الجدول الزمني الموضوع.
مواد متعلقة
المضافة حديثا